الجامعة العربية: الانتهاكات الإسرائيلية تدمير لمستقبل التعايش بالمنطقة وتخريب لإمكانيات السلام
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الانتهاكات الإسرائيلية تعد تدميرًا لمستقبل التعايش في المنطقة، وتخريبا لإمكانيات السلام الذي طالما طالبنا به.
وقال أبو الغيط – في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض، اليوم الاثنين – “إن المأساة التي يعيشها أهل فلسطين لم تعد الكلمات تكفي لوصفها، فهي حقائق معروفة وواضحة أمام العالم، فهي صعبة ومخجلة وكاشفة لبشاعة ما يتعرض له الفلسطينيون”.
وأضاف: “لم تعد الخطة الإسرائيلية بخافية عن العالم، فالمطلوب فيها هو تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة أو تهجيره قسرًا أو طوعًا، بجانب إزاحة مجتمع كامل بمؤسساته القائمة ونسيجه والقضاء على إمكانية استعادته في المستقبل”.
وتابع: “إن المطلوب إسرائيليا هو قتل الأمل الفلسطيني في الدولة المستقلة.. ونحن نقول هنا لمن يسمع أن تلك الأماني الإسرائيلية لن تتحقق أبدًا”، مشيرا إلى أن ما تقوم به حكومة إسرائيل ومناصروها من قطعان المستعمرين اليوم هو تدمير لمستقبل التعايش بهذه المنطقة وتخريب لإمكانيات السلام الذي طالما طالبنا به، وهو السلام القائم على العدل، قائلا: “إن العدل هو الذي يمكننا من إقامة سلام دائم، ولن يكون هناك سلام مع الظلم والقتل والتنكيل”.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعوته لعقد القمة العربية غير العادية المشتركة في هذا التوقيت الدقيق.
وقال أبو الغيط “إن قمة اليوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا يستطيع أن يتحمل عواقب إدارة ظهره لهذه الإبادة المتواصلة، كما أن عجز وسلبية المجتمع الدولي أثار شهية قوة الاحتلال المتعطشة للدم، فقامت بتوسيع دائرة النار من غزة إلى لبنان معرضة استقرار المنطقة كلها للخطر البالغ”.
وأضاف: أن “إسرائيل ربما تحتاج لمن تبقى من أصدقائها لينقذها من نفسها ومن أفعالها، فانعدام المحاسبة وتغييب القانون الدولي شجع قيادتها بكل أسف على المضي في تنفيذ مخططات لا يمكن وصفها سوى بالعبث والجنون، فرئيس حكومتها يتحدث عن رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، أى شرق أوسط هذا الذي ترسم خريطته بالدم والقنابل والاغتيال والتجويع وحرق مخيمات اللاجئين بمن فيها”.
واستطرد: “اليوم يعيش 90% من سكان قطاع غزة على 10% من مساحتها مروعين ومحرومين من أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة، و معرضين لقتل ينهمر عليهم بلا تمييز، فالشرق الأوسط الذي نريده ونسعى إليه ولن نتنازل عنه هو إقليم تكون في قلبه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولفت إلى أن القصف القاتل يستمر أيضًا في لبنان ويحصد أراواحًا بريئة، ويدمر ممتلكات خاصة وعامة، حيث ترتفع أعداد الضحايا من المدنيين وتتفاقم مشكلات مليون نازح، الأمر الذي يثقل كاهل بلد يئن بالفعل تحت وطأة الأزمات منذ سنوات.
وأكد أن المطلوب هو وقف فوري لإطلاق النار في غزة والوصول لمسار يفضي لتنفيذ حل الدولتين بأسرع وقت ممكن وبرعاية دولية وبالتزام حقيقي بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، والمطلوب كذلك هو وقف إطلاق النار في لبنان بالاستناد إلى تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته بما يحقق الأمن على جانبي الحدود، موضحا أن التأخير لا يعني إلا مزيدًا من الدماء المراقة مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة.
واختتم أبو الغيط، كلمته، بالقول “لعل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي وعد بوقف الحرب أن يفي بوعده في أقرب وقت.. فقمة اليوم هي رسالة بأن منسوب الخطر بلغ مستوى لا يمكن احتماله”، معربًا عن ثقته في الحكمة التي ستتعامل بها القمة مع هذه الأزمة التاريخية.
المصدر: أ ش أ