تخصص صحيفة الجارديان افتتاحيتها ايضا في السياق ذاته، إذ تشدد على أن الحكومة السورية يجب أن تساءل قانونيا عن أفعالها يوما ما، ويجب أن لا تعتقد أن الإجازة التي تتمتع بها الان سوف تمتد إلى الأبد.
وتدعو الصحيفة أيضا إلى دعم عمل لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي بدأت بجمع مواد عن أفعال نظام حكم الأسد من أجل أي تحقيق محتمل فيها.
وتشدد الصحيفة على أن ذلك يجب أن يتم ليس لأن السوريين يستحقون العدالة، بل ولحماية المدنيين في النزاعات المستقبلية. فإذا كنا لا نستطيع منع جرائم الحرب فيجب معاقبة من يرتكبونها.
وتنشر الصحيفة ذاتها تحليلا كتبه نك هوبكينز، يخلص فيه إلى ان مهمة الإغاثة في سوريا باتت مهمة مستحيلة.
ويقول هوبكنز إن الرئيس الأسد أعلن بوضوح أهدافه منذ اللحظة الأولى لبدء الهدنة في سوريا مساء الاثنين في الأسبوع الماضي عندما ذهب إلى داريا في ريف دمشق وتعهد من هناك باستعادة كامل البلاد.
ويضيف الكاتب أن النظام منع وعرقل محاولات قوافل الإغاثة الوصول إلى المناطق المحاصرة بشكل يخالف بنود اتفاق الهدنة.
ويخلص الكاتب إلى أن هذا السلوك يؤشر على ثقة الاسد في أنه لن يواجه أي عقوبات، كما يؤشر على العقبات التي تواجه عمل جماعات الإغاثة وبشكل خاص التابعة للأمم المتحدة. إذ يرى الكاتب انها لا تستطيع، ولم تكن قادرة ابدا، على ايصال مواد الاغاثة والاغذية الى حيث تريد، ومتى تريد بالضبط.
إذ تخضع الأمم المتحدة للقوانين التي تضعها الحكومة السورية، وهكذا يحدد الأسد أي منظمة يمكن للأمم المتحدة العمل معها ويحدد متى وأين يذهب العديد من قوافل الأمم المتحدة.
ويخلص الكاتب إلى أن العمل الإغاثي تعرض للخذلان ليس من قبل النظام السوري فحسب بل ومن حكومات الدول المانحة التي تمول عمليات الأمم المتحدة في تقديم مواد الاغاثة الاساسية، لأن خمس سنوات من الدبلوماسية قد فشلت في تحقيق أي شيء يقترب من السلام أو حتى ايجاد ضغط كاف لوقف الفظائع كتلك التي ارتكبت بحق قافلة الإغاثة في حلب.
المصدر: بي بي سي