أكد الكاتب بيتر بيمونت في مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية أن معارك شرسة تدور رحاها في الوقت الحالي بين القوات الروسية والأوكرانية في مدينة سوليدار التي تقع في جنوب شرق أوكرانيا، في مسعى من كلا الجانبين للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وأضاف الكاتب أن ضراوة المعارك الحالية من أجل بسط السيطرة على المدينة، وسقوط العديد من الضحايا جراء ذلك الصراع، يجعل أي انتصار في هذه المعارك باهظ الثمن، موضحا في الوقت نفسه أن المدينة أصبحت ركاما بعد حجم التدمير الذي تعرضت له بسبب القصف المتبادل بين الطرفين.
ويلفت الكاتب إلى أن الصور الملتقطة للمدنية تظهر بقايا مباني لمدينة لم يعد لها وجود حيث تحولت إلى مجرد أكوام من الأنقاض تفتقد لجميع مظاهر الحياة، مشيرا إلى تصريحات وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء الماضي التي أكدت فيها استيلاء القوات الروسية على المدينة، بينما يرى المحللون أن ذلك الانتصار غالي الثمن لأن روسيا تكبدت فيه خسائر فادحة في الأرواح.
ويتطرق الكاتب في هذا الصدد للموقف الأوكراني من هذه التطورات إذ يشير إلى تصريحات مسؤولين أوكرانيين يؤكدون فيها أن القوات الروسية لم تسيطر بعد بالكامل على المدينة وأن الصراع مازل دائرا بين الطرفين حيث تشن القوات الأوكرانية هجمات مضادة في محاولة لصد القوات الروسية، مستشهدا بتصريحات المتحدث العسكري الأوكراني سيرهي تشيرفاتاي التي يؤكد فيها أن المعارك مازالت دائرة بين الطرفين في المدينة.
ويوضح المقال أنه على الرغم من صعوبة التأكد من حقيقة الأوضاع في ساحة القتال في المدينة نظرا لضراوة المعارك بين الطرفين، إلا أن التقارير الواردة من هناك تشير إلى أن القوات الروسية تسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة في الوقت الذي تتمركز فيه القوات الأوكرانية في بعض المناطق في شمال غرب المدينة.
وأضاف الكاتب أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تعهد خلال كلمته اليومية للشعب الأوكراني يوم الخميس الماضي بالعمل بشتى الوسائل من أجل الصمود في مواجهة القوات الروسية في مدينتي سوليدار وباخموت، مشيرا في الوقت نفسه أنه إذا كانت سوليدار قد سقطت بالفعل في يد القوات الروسية فمازالت هناك أمام القوات الروسية مهمة الدفاع عن المدينة في الفترة المقبلة.
ويوضح الكاتب أن التقارير المؤكدة الواردة من كلا الجانبين الروسي والأوكراني تشير إلى أن المدينة، تشهد صراعا داميا في الوقت الحالي من أجل السيطرة عليها.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تقديرات المحللين حيث يرون أن الهدف الحقيقي من وراء استيلاء القوات الروسية على مدينة سوليدار هو إنهاك الدفاعات الأوكرانية حول مدينة باخموت المتاخمة لسوليدار؛ بما يسمح للقوات الروسية بحصار المقاومة الأوكرانية هناك.
المصدر: أ ش أ