قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، ستعلن في خطاب تلقيه- يوم الثلاثاء- أن حكومتها مستعدة لقبول انفصال “نظيف وصعب” عن الاتحاد الأوروبي في مفاوضاتها بشأن خروج المملكة المتحدة “بريكزيت” وذلك وفقًا لتقارير صحفية.
وستوضح ماي أنها تنوي التضحية بعضوية المملكة المتحدة في كل من السوق الأوروبية الواحدة والاتحاد الجمركي لوضع نهاية لمبدأ حرية الحركة بين دول الاتحاد الأوروبي والحدود المفتوحة.
وجاء في مقال نشرته صحيفة صنداي تليجراف البريطانية أن مصادر على دراية بطريقة تفكير تيريزا ماي قالت إن ماي تسعى لاسترضاء الجناح المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي في حزبها من خلال النظر في بريكزيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) “شاق” أو “منضبط”.
وتضيف صنداي تليجراف أن ماي ستقول في خطابها، الذي ستلقيه على دبلوماسيين بقصر لانكستر في لندن، أن المملكة المتحدة عليها أن تستعد لمغادرة الاتحاد الجمركي التابع للاتحاد الأوروبي، واستعادة السيطرة الكاملة على حدود بريطانيا حتى إن أدى ذلك إلى خسارة حق الدخول في السوق الواحدة، وأن تمتنع بلادها عن الخضوع لأحكام محكمة العدل الأوروبية.
وحسب توقعات صنداي تليجراف، فإن ماي ستستخدم خطابها للمطالبة بالوحدة، بعد ستة أشهر من تبادل الاتهامات المريرة بين الفصائل المؤيدة والمناهضة للاتحاد الأوروبي.
كما ستطالب بوقف الإهانات، بحسب ما ذكرت وكالة “بريس آسوسيشن” البريطانية، فضلاً عن وضع نهاية لمصطلحات “المغادرين” و”الباقين” (المؤيدين لمغادرة الاتحاد الأوروبي والمؤيدين للبقاء) المسببة للخلاف، وستدعو كلا الطرفين، المؤيدين والمعارضين، بالاتحاد سويًا لرسم مستقبل ناجح لبريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع الصحيفة أن تركز ماي على “الأهداف المشتركة” مثل حماية حقوق العمال وتعزيزها، في محاولة لخلق اتفاق بإجماع الآراء، بعد أشهر من التراشق بالاتهامات اللاذعة.
وتوقعت الصحيفة نصًا لخطاب رئيسة الوزراء تقول ماي فيه “إن أحد أسباب نجاح ديمقراطية بريطانيا لسنوات هو قوة هويتنا كشعب واحد، وما نظهره من احترام لبعضنا كمواطنين، والأهمية التي نوليها لمؤسساتنا، بمعنى أنه عندما يتم التصويت، جميعنا يحترم النتيجة”.
“المنتصرون لديهم مسئولية العمل بنبل، والخاسرون لديهم مسئولية احترام شرعية النتيجة، وعلى الدولة أن تتحد سويًا وأن نضع حدًا للانقسام واللغة المرتبطة به، كالمغادر والباقي وكافة الإهانات المصاحبة لتلك الألفاظ، وأن نتحد لنجاح البريكزيت وبناء بريطانيا عالمية بحق”.
وقدمت تعليقات ديفيد ديفيس، وزير شئون الخروج من الاتحاد الأوروبي، مزيدًا من الأدلة فيما يخص استراتيجية الحكومة في البريكزيت، حيث جاء في مقاله المنشور بصحيفة صنداي تايمز البريطانية أن المملكة المتحدة قد تسعى إلى عقد صفقة انتقالية مع الـ ٢٧ دولة الأعضاء الاتحاد الأوروبي.
وقال ديفيس في مقاله “لا نريد أن يفشل الاتحاد الأوروبي، بل نريده أن يزدهر اقتصاديًا وسياسيًا، ونريد إقناع حلفائنا بأن عضوية جديدة وقوية مع المملكة المتحدة ستساعد الاتحاد الأوروبي على القيام بذلك”.
“وإذا كان ضروريًا، فقد قلنا إننا سنخصص وقتًا لتنفيذ الترتيبات الجديدة”.
وعلى الصعيد الآخر، قالت نيكي مورجان، عضوة البرلمان المؤيدة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ووزيرة التعليم البريطانية السابقة التي أخرجتها تيريزا ماي من الحكومة في يوليو الماضي، إن رئيسة الوزراء عليها أن تضع “المشاركة القصوى” في السوق الواحدة في قلب استراتيجيتها في المفاوضات.
وأضافت مورجان أن الحكومة ستلحق ضررًا للبلاد وللمصوتين ببقاء أو رحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا سعت بشكل “دوجماتي” (متعصب) بريكزيت شاق ومدمر، بحيث يأتي هدف السيطرة على الهجرة قبل كل شيء وفي نهاية كل شيء فإن اقتصادنا سوف يتدهور ويصبح الشعب أكثر فقرًا.
المصدر: وكالات