قالت صحيفة الجارديان في مقالاً بعنوان “غالبية البريطانيين يقولون إن العنصرية في المملكة المتحدة ما زالت منتشرة”.
وتقول الصحيفة إن استطلاعا للرأي وجد أنه من المرجح أن يقول الناس إن العنصرية قد ساءت أو بقيت على حالها خلال حياتهم أكثر من القول إنها أصبحت أقل شيوعاً، مما يرسم صورة قاتمة للتمييز العنصري في المملكة المتحدة، بحسب ما تراه الكاتبة.
ووجدت الدراسة، التي حصلت الجارديان على نسخة حصرية منها، أنّ “ما يقرب من ثلثي السكان يعتقدون أن هناك “قدراً لا بأس به” أو “قدراً كبيراً” من العنصرية في المجتمع البريطاني اليوم”.
وأشارت الصحيفة الى انّ “المشاركين السود أجابوا بأن المشكلة واسعة الانتشار بنسبة الضعف مقارنة بالمشاركين البيض”.
وعند سؤالهم عن تجاربهم الشخصية، “أبلغ عدد كبير من السود والآسيويين وغيرهم من أفراد الأقليات العرقية، عن تعرضهم لحوادث إساءة عنصرية – لفظية وجسدية على حد سواء – مع تعرض العديد منهم لهجمات بشكل متكرر”.
ويعتقد بحسب الدراسة، أنّ الرجال والنساء المسلمين يواجهون “أكبر قدر من التمييز، يليهم الرجال والنساء السود”. فيما تبدو المجموعات الآسيوية الأخرى “أفضل حالاً”.
واعتبرت الجارديان انّ أكثر ما يفاجئ في نتائج الاستطلاع هو “عدم إحراز تقدم ملموس على مر السنين”.
إذ قال 55٪ من الأفراد المنتمين الى الأقليات العرقية أنّ “العنصرية بقيت على حالها أو ازدادت سوءاً خلال حياتهم، مقارنة بـ 29 ٪ ممن شعروا أنها قد انخفضت”.
يبدو هذا الاتجاه أكثر لفتاً للانتباه بين المشاركين السود: “34٪ يعتقدون أن العنصرية قد ساءت في بريطانيا و 30٪ لا يرون أي تغيير”. وهذا يعني أن ثلثي السود لا يرون أي تقدم مقارنة مع ربع الذين يفعلون ذلك.
وقال سوندر كاتوالا، الذي يدير مؤسسة “المستقبل البريطاني” البحثية والخبير في العرق في المجتمع البريطاني، للجارديان إنّ “الأمور تحسنت لكن الناس أرادوا أن يروا تطوراً أكثر سرعة”.
وأضاف كاتوالا انه بعد أسابيع من احتجاجات “حياة السود مهمة” في جميع أنحاء العالم: “من الواضح أنه كانت هناك تغييرات اجتماعية كبيرة على العرق خلال الربع الأخير من القرن – لكن ما يجسده هذا الاستطلاع هو أنّ التوقعات قد ارتفعت بشكل ملحوظ”.
مشيراً الى أنّ “العنصرية العلنية كانت أقل انتشاراً مما كانت عليه في الثمانينيات والتسعينيات وأن الأقليات العرقية لديها صوت أكثر الآن في الحياة العامة”.
لكنه أضاف أن “الاستطلاع أظهر إحباطًاً لدى الشباب الذين يسمعون السياسيين يركزون على ‘ الأيام الماضية السيئة’ عن الأشخاص الذين كانوا يتعرضون للضرب على يد “الافراد الخارجين عن القانون” من أنصار الجبهة الوطنية، إذ يريدون التركيز على حقائق العنصرية اليومية في عام 2020.
ونقلت الصحيفة عنه أيضاً قوله إنه “كان هناك تردد في قول إن الأمور قد تحسنت، بسبب الخوف من استغلال ذلك كوسيلة للتخفيف من إلحاح القضية”. مضيفاً أنّ “العقبات كانت أكثر بفارق واضح بالنسبة الى المسلمين والسود”.
المصدر: وكالات