ونشرت صحيفة الجارديان مقالا كتبه، مارتن شولوف، يقول فيه إن تركيا كانت على مدار ثلاث سنوات في مشاحنات مع روسيا شمالي سوريا. ولكن هذه المشاحنات تحولت في الأسابيع
الأخيرة إلى صدامات خطيرة. وكانت هذه الصدامات بين حلفاء الطرفين، إذ أن الحرب المباشرة بين الدولتين أمر مكلف ومستبعد حتى الآن.
ولكن بعد مقتل أكثر من 30 جنديا في غارة جوية يرجح أن تكون روسية فإن الطرفين أصبحا في أزمة لا يتوقع أن يتراجع فيها أي منهما.
ويضيف الكاتب أن أنقرة، التي اتهمت روسيا، انتقمت لمقتل جنودها بغارات جوية على الجيش السوري، لكن موسكو تمكنت من شن غارات جوية دون أن تتكبد أي خسائر.
ويذكر الكاتب أن تركيا باعتبارها عضوا في الناتو قد تلجأ إلى المادة 15 من قانون الحلف التي تلزم الدول الأعضاء بالدفاع عن أنقرة. ولكنه يرى أن رد الحلف ليس مضمونا لأن العديد من أعضائه لا يرون الهجوم على الجنود الأتراك في سوريا تهديدا لسيادة تركيا.
لذلك فإن أردوغان لم يتحمس لطلب الدعم من الناتو، بل هدد الاتحاد الأوروبي بفتح الباب أمام موجات اللاجئين.
ويبدو حسب الكاتب أن بوتين حريص عل إنهاء الحرب بمواصلة الغارات الجوية، وفرض وقف إطلاق النار ثم تسليم المدن المدمرة إلى رئيس يأتمر بأوامره. ويأخذ منه الغاز والنفط ومشاريع إعادة الإعمار، ويعزز فوق ذلك نفوذه في المنطقة.
أما مصالح تركيا فليست واضحة على حد تعبيره. فقد دعمت المعارضة المسلحة من 2012 إلى 2016، وبعدها أصبح كل طموحها أن تبعد الأكراد عن حدودها.
ويتوقع مارتن أن يتم إقرار وقف لإطلاق النار في وقت قريب لأن الطرفين لا يريدان خوض حرب مباشرة. ولكن هذا لن يحدث قبل أن تحصل تركيا على تعويض عن مقتل جنودها. فالطائرات التركية ستشن غارات على مواقع الجيش السوري في الأيام المقبلة، ولكنها لن تستهدف القوات أو القواعد الروسية.
المصدر : بي بي سي