الجارديان تتساءل: هل استهداف أوكرانيا للعمق الروسي بصواريخ غربية سيغير من مسار الحرب؟
طرح مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية تساؤلا مفاده: هل ستغير الأزمة التي أثارتها أوكرانيا بعد استخدامها صواريخ بريطانية وأمريكية لضرب العمق الروسي الأسبوع الماضي من مسار الحرب مع روسيا؟
ولفت كاتب المقال دان صباغ إلى التغيير الجوهري الذي طرأ على الموقف الأمريكي بشأن الحرب في أوكرانيا بعد سماح البيت الأبيض للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أمريكية الصنع بعيدة المدى لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي يصل مداها حوالي 300 كيلومتر، موضحا أن المشكلة تكمن في أن الجانب الأوكراني ليس لديه خيارا سوى الاستمرار في الحرب لإقناع حكومة دونالد ترامب القادمة أن مساندة أوكرانيا عسكريا ليست الرهان الخاسر.
وأشار المقال إلى أنه على الرغم من تلك الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، إلا أن القوات الروسية تحقق تقدما ملموسا في ساحة القتال خاصة على الجبهة الشرقية من أوكرانيا حيث بدأت في السيطرة على المزيد من الأراضي في الفترة الماضية.
وأوضح كذلك أن المملكة المتحدة بدورها أعطت الضوء الأخضر للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي، لافتا إلى تصريحات رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الأسبوع الماضي التي أعلن فيها استعداد بلاده تزويد أوكرانيا بالمزيد من صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى والتي طالما طالبت كييف بتوفيرها لتمكين القوات الأوكرانية من استهداف مواقع روسية.
وأشار المقال إلى تقديرات خبير الشئون العسكرية ومدير قطاع العلوم العسكرية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة ماثيو سافيل حيث يقول إن قيام القوات الأوكرانية بشن هجومين بصواريخ أمريكية وبريطانية الأسبوع الماضي داخل العمق الروسي ليس كفيلا بتغيير مسار الحرب، موضحا أن الأمر يستلزم توفير المزيد من تلك الصواريخ لتحقيق تغيير ملموس في ساحة القتال.
واستعرض المقال رد الفعل الروسي حيث أشار إلى تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب الهجمات الأوكرانية داخل العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية، وأنه أصبح من حق موسكو استهداف مواقع عسكرية داخل الدول التي سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، مؤكدا أن الحرب سوف يتسع نطاقها إذا استمرت الدول الغربية في السماح للقوات الأوكرانية باستخدام أسلحتها بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وأشار المقال في الختام إلى رأي الخبير العسكري سافيل الذي يؤكد أنه على الرغم من التغير الذي طرأ على قدرات القوات الأوكرانية بعد السماح لها باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، إلا أن الموقف في ساحة القتال لم يتغير كثيرا ومازال في صالح الجانب الروسي وهو ما يجعل موسكو ليست في حاجة إلى الموافقة على الاشتراك في محادثات سلام من أجل وضع نهاية لتلك الحرب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)