سلطت صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على معاناة المرأة في أفغانستان من التهميش والقهر تحت حكم حركة طالبان التي تمكنت من استعادة السلطة في البلاد بعد الإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاث سنوات.
وأوضحت الصحيفة – في مقال افتتاحي – أن المرأة في أفغانستان باتت محرومة من الحريات والكرامة والحياة الكريمة.. مطالبة المجتمع الدولي بالاستجابة لاحتياجات المرأة الأفغانية في ظل تلك المعاناة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حركة طالبان تشن حربا حقيقية ضد المرأة في أفغانستان من خلال حرمانها من حقوق التعليم والعمل وحتى حرية التنزه في الحدائق العامة.. موضحة أن ما يقرب من نصف سكان أفغانستان يعيشون في حالة خوف دائم.
ولفتت إلى أن حكم حركة طالبان لا يشكل مجرد نظام قاسي يحرم الشعب من حقوقه في حياة كريمة، بل بالأحرى هو نظام يشكل تهديدا لوجود شعب بأكمله.
وسلط المقال في هذا السياق الضوء على تقرير صادر عن منسق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت الذي يستشهد فيه بشكوى ربة أسرة من أنها كانت المعيلة الوحيدة لأسرتها قبل أن تفقد عملها ومصدر دخلها بسبب سياسة طالبان، مشيرا – في تقريره – إلى أن التأثير السلبي لممارسات طالبان يتزايد بمرور الوقت ومع تعاقب الأجيال، موضحا أن أعداد النساء اللواتي ينلن حظا وافرا من التعليم سوف تتناقص جيلا بعد جيل، مما يقلص من إمكانية حصولهن على فرص عمل والمشاركة في الحياة العامة.
وأضاف أن تلك السياسة التي تتبعها حركة طالبان لا تشكل فقط تهديدا للمرأة الأفغانية في الوقت الراهن، ولكنها تحرم البلاد من مستقبل مشرق يسمح للمرأة أن تصبح مهندسة أو صحفية أو محامية أو سياسية أو شاعرة أو خبيرة في شئون الطبيعة.
وتابع أن العديد من النساء والمحامين والطلبة ونشطاء حقوق الإنسان تعرضوا للقتل والتعذيب على يد طالبان، موضحا أن هناك أنماطا أخرى من المعاناة تتمثل في الحرمان من الرعاية الطبية، مما يشكل خطورة على حياة العديد من أبناء الشعب الأفغاني.
وفي الختام، لفت المقال إلى أن المرأة الأفغانية باتت ضحية ليس فقط لممارسات حركة طالبان التي تتسم بالعنف والقسوة، ولكن أيضا لخذلان المجتمع الدولي الذي لم يمد لهن يد العون.
المصدر : وكالات