أكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في مقال تحليلي، أن سماح الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية الصنع لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي ينطوي على مخاطر لا يجب تجاهلها.
وأشار كاتب المقال محرر الشئون الأمنية والعسكرية بــ “الجارديان” دان صباغ، إلى أن مثل تلك الخطوة سيكون لها عواقب وخيمة يجب أخذها في الحسبان قبل السماح بها.
ولفت إلى أن زيارة وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني دافيد لامي لأوكرانيا أمس/الأربعاء/، والتي سوف يعقبها زيارة مماثلة لرئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر قبل لقائه غدا/ الجمعة/ في واشنطن مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، فتحت الباب على مصراعيه أمام توقعات بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية مثل “ستورم شادو” و”أتامكس”، والتي يصل مداها إلى ما يقرب من 190 ميلا، لاستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية.
وأوضح أن المخاطر السياسية جراء تلك الخطوة سوف تكون كبيرة حيث أنها سوف تؤثر على الموقف القتالي في حرب طال مداها حتى تحولت إلى حرب استنزاف والتي بات من الواضح أيضا أنها تسير في صالح القوات الروسية التي تمكنت مؤخرا من تحقيق مكاسب عسكرية واضحة في مدينة بوكروفسك الاستراتيجية.
وقال إنه يبدو أن حرب الصواريخ في أوكرانيا لن تنتهي حيث من المتوقع أن تبدأ روسيا خلال الأسابيع القليلة القادمة في استخدام أنواع جديدة من الصوارخ ذات مدى أبعد لقصف مواقع داخل أوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا تسعى من خلال تلك الهجمات الجوية إلى إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية.
ونوه إلى أن أوكرانيا بالفعل بدأت تعاني من نقص حاد في منظومة الدفاع الجوي؛ ما قلص من قدرتها على حماية محطات الطاقة لديها من القصف الجوي الروسي منذ بداية العام الجاري، مشيرا إلى تقديرات بعض المصادر الأوكرانية التي تقول إن أوكرانيا فقدت ما يزيد على ثلثي قدرتها على توليد الطاقة بسبب القصف الروسي في وقت تعجز فيه عن إصلاح محطات الطاقة التي دمرها القصف الروسي.
وأشار إلى تصريحات مصادر أوكرانية تعرب فيها عن قلقها من أن قدرة روسيا على إطلاق صواريخ هجومية باتجاه أوكرانيا تفوق قدرة جميع دول العالم على إنتاج منظومات دفاع جوي لاعتراض تلك الصواريخ حيث تقول بعض التقديرات إن روسيا بإمكانها إنتاج ما يقرب من 1,200 صاروخ سنويا.
وأضاف أن ما يثير غضب أوكرانيا هو عدم قدرتها على ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية بسبب القيود التي تفرضها الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى، إلا أن البوادر الأخيرة التي بدأت تلوح في الأفق تشير إلى أن الدول الغربية في سبيلها لرفع تلك القيود.
ولفت إلى تأكيد الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، خلال مؤتمر لوزراء دفاع الدول الغربية في ألمانيا الأسبوع الماضي، أن السماح لقواته باستهداف مواقع داخل العمق الروسي سوف يدفع موسكو إلى التفكير جديا في الانخراط في مباحثات سلام.
وقال إن الوقت ليس في صالح أوكرانيا خاصة وأن انتخابات الرئاسة الأمريكية ستجرى خلال أقل من شهرين وسط مخاوف من فوز الرئيس السابق دونالد ترامب والذي تجنب الرد المباشر أثناء المناظرة الرئاسية أول أمس الثلاثاء على سؤال حول مدى تأييده لفوز أوكرانيا في حربها ضد روسيا، حيث أشار إلى أنه فقط يريد الحرب أن تنتهي.
المصدر: أ ش أ