سلط مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على انضمام فنلندا لعضوية حلف شمال الأطلنطي (الناتو) خلال الأيام القليلة القادمة بعد موافقة جميع أعضاء الحلف على طلب انضمامها .
وأشار كاتب المقال الصحفي بيتر بيمونت إلى تصريحات أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج أمس الجمعة التي أكد فيها أن فنلندا سوف تنضم بالفعل للحلف خلال الأيام القادمة بعد موافقة جميع أعضاء الحلف البالغ عددها 30 دولة على وثيقة الانضمام، في الوقت الذي أبرز فيه تصريحات صادرة من هيلسنكي تؤكد أن انضمامها للناتو سوف يسهم بما لا يدع مجالا للشك في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
ويلفت الكاتب إلى أهمية تلك الخطوة من جانب هيلسنكي حيث يشير أنه بذلك سوف تتخلي فنلندا عن سياسة الحياد التي تبنتها على مدار عقود وذلك على خلفية الهواجس الأمنية التي بدأت تنتابها في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي ولاسيما أن هناك حدودا مشتركة بين روسيا وفنلندا يبلغ اتساعها 832 ميلا.
وتطرق الكاتب إلى رد فعل حكومة فنلندا في أعقاب الإعلان عن موافقة جميع أعضاء الحلف على طلب انضمامها والتي أصدرت بيانا تؤكد فيه أن انضمامها للناتو لن يعزز فقط الأمن القومي للبلاد بل سوف يسهم في تعزيز أمن المنطقة بأسرها.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى التغريدة التي نشرتها سانا مارين رئيسة وزراء فنلندا عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أكدت فيها أن انضمام بلادها للناتو يعني تبادل المنفعة الأمنية بين الطرفين كما أنه سوف يتيح الفرصة لدفاع الدول الأعضاء عن بعضها البعض.
ويضيف الكاتب أن تلك التطورات تأتي في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أمس الجمعة أن أي إعلان لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لن يتيح الفرصة لتنفيذ الأهداف التي من أجلها قامت موسكو بشن العملية العسكرية الخاصة هناك، موضحا أن هذا الإعلان من جانب موسكو يأتي ردا على اقتراح طرحه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الحليف المقرب من روسيا، بوقف لإطلاق النار غير مشروط والبدء في مفاوضات سياسية للتوصل لتسوية سلمية دائمة للأزمة الأوكرانية.
ويقول الكاتب أن انضمام فنلندا للناتو يعني أنها سوف تنضم لاتفاقية الدفاع المشترك مع باقي الدول الأعضاء وهو ما يعني اعتبار أي هجوم على أي دولة من دول الحلف هجوما على باقي الدول الأعضاء يستلزم رد فعل جماعي من جانب الناتو.
ويوضح المقال أن انضمام فنلندا لحلف الناتو يعكس مدى تحول الرأي العام هناك فيما يخص تلك الخطوة، موضحا أن استطلاعات الرأي في هذا الخصوص قبل حرب أوكرانيا أشارت إلى أن ما يقرب من 33 بالمائة من سكان فنلندا كانت تؤيد فكرة الانضمام للناتو والتخلي عن سياسة الحياد التي طالما تبنتها البلاد على مدى عقود، إلا أنه بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فقد أشارت استطلاعات الرأي إلى أن الغالبية العظمى من الشعب الفنلندي باتت تؤيد فكرة الانضمام للحلف.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى رد الفعل الروسي تجاه انضمام فنلندا للناتو حيث أوضح أن موسكو أدانت تلك الخطوة واصفة إياها بأنها تعكس مخاوف هيستيرية من جانب الدول الأوروبية تجاه روسيا.
المصدر: أ ش أ