تقول صحيفة “الجارديان” البريطانية في إفتتاحياتها إنه في بعض الأوقات، خاصة خلال الأسبوعين الماضيين، يصعب تصور أن هذا الوباء لن يستمر إلى الأبد.
فقد كانت تأثيرات الوباء مهولة، إذ أدى إلى وفاة ما يزيد على خمسة ملايين شخص وتسبب في خسائر اقتصادية واجتماعية ضخمة، بحسب ما جاء في المقال.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم كشف الصين عن الوباء في بدايته، واللامبالاة التي شهدتها أوروبا، بالإضافة إلى اليمن الشعبوي المتهور والمتحجر في الولايات المتحدة والبرازيل، كل ذلك ساعد في انتشاره.
وقالت: “نعم، إذا تعلمنا من هذا الوباء، سنكون أفضل استعدادا في المرة المقبلة، نعم ستكون هناك مرة أخرى مع وباء آخر. وباء كوفيد ليست أزمة تحدث مرة واحدة في القرن”، كما يعتقد البعض لا سيما لأن الوباء الحالي جاء بعد حوالي 101 عام من ظهور “الإنفلونزا الإسبانية” التي حصدت أرواح ما لا يقل 50 مليون شخص.
وبحسب بحث نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم في أغسطس الماضي، فإن وباء بنفس القوة محتمل في العقود الستة المقبلة، بينما قدر آخرون أن أزمة مماثلة محتملة خلال العقد القادم.
وقالت الصحيفة إن الثمن الذي سندفعه مستقبلا يتوقف على ما سنقوم به الآن، من خلال التعلم من دروس كوفيد.
وأشارت إلى أن الاستجابة العالمية في كثير من الأحيان بدت كأنها انتصار للعلم وفشل للسياسة.
لكنها حذرت من أن التفاؤل المفرط الذي شوهد في الموجة الأولى تكرر، مشيرة إلى أن الطريقة التي نعيش بها تزيد من مخاطر انتشار جائحة كبرى أخرى.
وقالت إن بعض العلماء يرى أننا دخلنا بالفعل في مرحلة وباء عظيم آخر يتمثل في موجة من مقاومة مضادات الميكروبات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى وفاة عشرات الملايين من أمراض يمكن علاجها حاليًا.
وحذرت من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية لعلاج البشر والماشية يعرضنا جميعًا للخطر.
وتضيف الجارديان أن الأمراض تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مع تعدينا على مواطن الحيوانات وتدميرها، مشيرة إلى أن الأمراض الحيوانية المنشأ تمثل حوالي ثلاثة أرباع الأمراض الناشئة حديثًا.
المصدر: وكالات