ذكر مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته روسيا على أوكرانيا أمس الجمعة يهدف إلى التمهيد لعمل عسكري أكبر وأوسع نطاقا في الأيام القليلة القادمة.
وأوضح المقال، الذي كتبه الصحفي لوك هاردنج، أن القوات الروسية استهدفت أمس الجمعة العديد من المدن الأوكرانية بما فيها العاصمة كييف في قصف مكثف استخدمت فيه 70 صاروخا من طراز كروز، في محاولة واضحة لاختبار قدرة الدفاعات الجوية الأوكرانية وبث حالة من الرعب في نفوس حلفاء أوكرانيا.
إلا أن القيادة العسكرية الأوكرانية، كما يشير الكاتب، أعلنت أنها تمكنت من إسقاط 61 صاروخا من إجمالي الصواريخ التي أطلقتها القوات الروسية خلال الهجوم والذي استمر يومي الخميس والجمعة الماضيين.
ويتناول الكاتب تقدير الموقف الحالي من جانب المتحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية يوري إهنات الذي يرى أن موسكو تسعى من خلال ذلك الهجوم الصاورخي المكثف إلى القيام بعملية استكشافية تمهيدا لعمل عسكري ضخم في المستقبل القريب.
ويلفت الكاتب إلى أن تقديرات الدول الغربية تتوافق مع ذلك الرأي، حيث ترى الحكومات الغربية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وشك القيام بعملية عسكرية ضخمة في محاولة للسيطرة على المزيد من الأراضي في أوكرانيا بحلول الذكرى الأولى للعملية العسكرية الحالية في الرابع والعشرين من فبراير.
ويضيف الكاتب أن المسؤولين الأوكرانيين يصفون الهجمات الروسية بالاستفزازية حيث يرون أن موسكو تستهدف عمدا مناطق حدودية لبلادهم مع دول أخرى مثل بولندا وبيلاروسيا لعرقلة قدرة الدفاعات الجوية الأوكرانية على التصدي للصواريخ الروسية واعتراض مسارها لأنه في هذه الحالة سوف تسقط بقايا تلك الصواريخ المدمرة داخل أراضي الدول المجاورة.
ويسلط الكاتب الضوء في هذا السياق على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي أكد فيها أن الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على بلاده تشكل تحديا واضحا لحلف شمال الأطلنطي بما تمثله من تهديد لأمن الدول الغربية كلها وهو التهديد الذي يجب التصدي له.
ويتطرق الكاتب إلى تصريحات ميخايلو بودولياك أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني والتي يقول فيها إن القصف الروسي استمر طوال ليلة الخميس حتي صباح الجمعة مستهدفا العديد من المدن الأوكرانية، مناشدا الدول الغربية في ظل تلك الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد أن تبادر بإرسال المزيد من المساعدات العسكرية والأسلحة المتطورة، ومنها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.
ويلفت الكاتب في ختام المقال إلى أن ذلك الهجوم المكثف يأتي في أعقاب عودة الرئيس الأوكراني إلى بلاده بعد جولة أوروبية استمرت يومين وشملت لندن وباريس وبروكسل، إلى جانب لقاء جمعه برئيس الوزراء البولندي أندريه دودا في طريق عودته في مدينة رزيسزو جنوب شرق بولندا، والتي ناقش خلالها مع قادة الدول الأوروبية سبل تعزيز التعاون العسكري المشترك بين بلاده والدول الغربية إلى جانب مساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
المصدر: أ ش أ