تكرس صحيفة الجارديان مقالا افتتاحيا فيها لزيارة البابا فرانسيس لميانمار وموقفه من أزمة مسلمي الروهينجا.
وتضع الصحيفة عنوانا لافتتاحيتها يقول “البابا فرانسيس والروهينجا: حدود السلطة الأخلاقية”.
وتنطلق الصحيفة في مقالها من أنه يُنظر إلى كل من البابا والزعيمة الميانمارية أونغ سان سو تشي اللذين سيلتقيان ظهر الثلاثاء في عاصمة ميانمار، يانجون، على أنهما من الزعماء الروحيين في العالم كل بطريقته الخاصة، البابا بمنزلته الدينية، وسو تشي بموقفها من حقوق الإنسان في بلادها الذي جعلها تخضع للإقامة الجبرية وتوجّها لاحقا بجائزة نوبل للسلام.
وتضيف الصحيفة أن الزعيمة الميانمارية منذ حصولها على بعض السلطات العام الماضي وقفت على رأس حملة تطهير عرقي وحشية ضد مسلمي الروهينجا في منطقة الساحل الشمالي الشرقي لميانمار، أدت إلى فرار مئات الآلاف منهم إلى معسكرات لجوء في بنجلاديش التي سيزورها البابا في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتضيف أن تلك الحملة قد لطخت سمعتها ودفعت الكثيرين إلى المطالبة بتجريدها من جائزة نوبل التي منحت لها، في حين يرى المدافعون عنها أنها ليست في موقع يمنحها سلطة إيقاف هذه الحملة أو حتى إدانتها علنيا، مادام الجيش وميليشيا بوذية مسلحة هما المسؤولان عن ارتكاب الفظائع فيها، وهي لا تمتلك أي سلطة مؤثرة على أي منهما.
وتستشهد الصحيفة بأن رئيس الكنيسة الكاثوليكية في ميانمار، الكاردينال تشارلس بو، المعين من البابا فرانسيس نفسه في عام 2015، قد حضه بشكل علني على عدم استخدام مصطلح “روهينجا” خلال زيارته، بعد أن هددت الميلشيا البوذية بالانتقام إذا قام البابا بذلك، وهو تهديد لا يمكن الاستخفاف به، بنظر الصحيفة، في بلد يشكل المسيحيون الكاثوليك أقلية ضئيلة فيه لا تتجاوز نسبة 2 في المئة من سكان البلاد.
وتشير الصحيفة إلى أن البابا يرفض الاستسلام لهذا الضغط، وقد استخدم مرارا مصطلح روهينجا هذا العام واصفا هذه الطائفة التي تتعرض إلى اضطهاد ديني “بالأخوة والاخوات”.
وتخلص الصحيفة إلى أن منهاج زيارة البابا الرسمي يبدو محدودا، وإنه إذا كان ثمة تأثير له هنا فإنه لن يظهر علنيا، على الرغم من ذلك ترى الصحيفة أن هذه الزيارة تمنحه أيضا فرصة غير عادية لإظهار، عبر أقواله وأفعاله، أن الزعامة الروحية لا تحتاج إلى الضلوع في شيطنة غير المؤمنين بل إلى الاعتراف بإنسانيتهم وتذكيرهم بها.
المصدر: وكالات