يتوجه التونسيون غدا /الأحد/ لانتخاب أول مجالس بلدية منذ ثورة (الياسمين)، التي بدأت في 17 ديسمبر 2010 وانتهت في 14 يناير 2011 بإقالة رئيس الجمهورية آنذاك زين العابدين بن علي.. وينتظر من نسب المشاركة أن تعطي مؤشرا عن مدى حالة اليقين لدى المواطنين بدور صناديق الاقتراع في تحسين واقعهم.
ويميز هذه الانتخابات اتصالها بالحياة اليومية للمواطن التونسي والآمال المعقودة على البلديات المنتخبة في النهوض بالخدمات والبنى التحتية.. وتجرى تفعيلا للمادة السابعة من الدستور التونسي، والتي تنص على أن “تقوم السلطة المحلية على أساس اللامركزية، كآلية لإعادة توزيع السلطات وتعديل أدوار السلطة المركزية والجماعات المحلية في مختلف جهات البلاد”.
وقال هيثم غرياني المحاسب بأحد البنوك بصفاقس – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – “إنه سيشارك في الانتخابات البلدية لأنها ستقود من يمثلونه بالفعل إلى تولي السلطات المحلية الفاعلة والمؤثرة في حياة المواطنين.. مشيرا إلى أن هذه الانتخابات هي الأهم بالنسبة إليه لأنها تمكن من محاسبة من سيشغلون المجالس البلدية نظرا لاتصالهم المباشر بالمواطنين، مؤكدا أن خياره سيقع على القوائم المستقلة لاتجاه أعضائها لخدمة الناس دون أهداف سياسية”.
وشدد على ثقته في الشباب المتصدرين للقوائم المستقلة، مضيفا أنهم دماء جديدة يتوقع منهم خدمة البلاد، فبينهم من لا يتجاوز عمره 18 عاما، كما تتصدر امرأة شابة إحدى القوائم الانتخابية.
وينص القانون الأساسي الانتخابي على أن “يكون بين كل أربعة مرشحين في القائمة شاب لا يتجاوز عمره 35 عاما”.
وأعرب فخري فراتي، الذي يعمل مديرا استشاريا بإحدى الشركات بولاية صفاقس، عن الرأي نفسه، قائلا “لو خيرت ان انتخب في واحدة من ثلاث انتخابات: الرئاسية والتشريعية والبلدية لاخترت البلدية دون تردد.. لأن نتائجها هي التي تعني حياة المواطن اليومية”.
وتروج ضحى بوزيد المرشحة الشابة المتصدرة لقائمة (بني وطني) في ولاية صفاقس العاصمة الاقتصادية لقائمتها بالقول “إنها قائمة شبابية معدل أعمار أعضائها لا يتجاوز 31 عاما”.. وقالت في تسجيل مصور “إن برنامج قائمتها يركز على محاربة مصادر التلوث وإعادة إحياء السياحة في المدينة ذات الطراز المعماري المميز، وإعادة الاهتمام إلى وسائل الترفيه في المدينة كالملاعب الرياضية والسينما والمسرح”.
جدير بالذكر أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت أن العدد النهائي للقوائم المقبولة لخوض الانتخابات البلدية بلغ 2074 قائمة، منها 1055 حزبية، و860 مستقلة، و159 ائتلافية، و52% من المرشحين دون سن الـ35 عاما، ويتنافسون على عضوية 350 دائرة بلدية.. فيما تتميز هذه الانتخابات بمشاركة العسكريين وقوات الأمن للمرة الأولى في تاريخ تونس يوم في 29 أبريل الماضي، إلا أن نسبة المشاركة بينهم لم تتجاوز 12%.
المصدر: أ ش أ