قالت شخصيات دبلوماسية وعسكرية بريطانية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يهدد بسحب القوات الأمريكية من أوكرانيا ويرفض المشاركة في التدريبات المشتركة لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) إن لم تلتزم بريطانيا ودول أوروبية أخرى بزيادة الإنفاق على قطاع الدفاع.
وأعرب الدبلوماسيون والشخصيات العسكرية، لصحيفة (التليجراف) البريطانية، عن تخوفهم من تقديم ترامب لعرض محتمل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة المقررة بينهما في العاصمة الفنلندية هلسنكي في 16 يوليو المقبل قبل قمة بروكسل بأربعة أيام.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر بارزة مشاركة في تحضيرات قمة (الناتو) المقبلة تشعر بالقلق من إجراء ترامب محادثات مع بوتين عن إعادة رسم المشهد الأمني عبر أوروبا في حال رفض القادة الأوروبيين تلبية مطالب الرئيس الأمريكي، فيما يخص تحمل حصة أكبر من العبء العسكري.
ومن جانبه، قال وزير الدولة البريطاني لشئون الدفاع، توبياس إلوود، “إنه بالنظر للتواجد الأمريكي في أوروبا وأعمال بوتين العدائية الأخيرة التي زعزعت استقرار القارة، يتوقف الكثير على نتيجة القمتين المقبلتين، وبريطانيا بصفتها أكبر قوة عسكرية في أوروبا، يحق لها أن تلعب دورًا مؤثرًا في التفكير الأمريكي”.
ويأتي ذلك تزامنًا مع دفاع السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة كيم دارو، عن العلاقات البريطانية الأمريكية في عهد ترامب، في إصرار منه على أن العلاقات العسكرية تظل أقوى من أي وقت سابق رغم وجود بعض السياسات المختلفة.
وأقر دارو، في مقال نشره في (التليجراف) قبل زيارة ترامب المقررة لبريطانيا، بأن كلا البلدين يجب أن يتحدثا “بصراحة” عن أمور مثل التعريفات الجمركية على الصلب واتفاق إيران النووي.
وذكر إلوود أنه يتعين على دول (الناتو) أن تعزز الإنفاق على قطاع الدفاع على النحو الذي ستقوم به بريطانيا ، فالعالم صار أكثر خطرًا وأصبحت التهديدات أكثر تعقيدًا وتزايدًا على جبهات متعددة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لديها تواجد عسكري يشمل قوات وطائرات في كل من أوكرانيا وبولندا وألمانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
وذكرت أن أمريكا قلصت تواجدها في أوروبا حتى ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 ، عندما أطلق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حملة كبيرة لدعم القوات المسلحة لـ (الناتو) على الحدود الروسية وتدريبها للوقاية من تحركات عدوانية مستقبلية.
وخلال الشهر الماضي فقط، قادت أمريكا تدريبًا مشتركًا لـ(الناتو) في بولندا ودول البلطيق يضم 18 ألف جندي.
وقال مصدر دبلوماسي، إن المسؤولين قلقون من استخدام ترامب للقمة المقرر عقدها هذا الأسبوع لسحب الدعم العسكري الأمريكي بسبب الخلاف على مسألة الإنفاق، مؤكدًا أن “أوكرانيا في خطر حقيقي”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)