قال التلفزيون الصيني إنه لم يتم حتى الآن العثور على أي ناجين أو حتى جثث لركاب الطائرة الصينية المنكوبة التي تحطمت أمس الاثنين في جنوب الصين وعلى متنها 132 شخصا.
وأضاف التلفزيون الرسمي أنه لم يكن هناك مواطنون أجانب على متن طائرة الركاب المنكوبة التابعة لشركة “تشاينا إيسترن”.
وقالت “تشاينا ايسترن” إن سبب تحطم الطائرة “لا يزال قيد التحقيق”، ولم تقدم أي تفاصيل، لكنها أعربت عن “تعازيها الحارة لأهالي الركاب وأفراد الطاقم الذين لقوا حتفهم في تحطم الطائرة”.
وقالت مصلحة الطيران المدني الصينية: “في الوقت الحاضر، تأكد أن هذه الرحلة تحطمت”، مضيفة أنها قامت بتنشيط استجابة الطوارئ، و”أرسلت مجموعة عمل إلى مكان الحادث”.
وقالت المصلحة إن الطائرة كانت تقل 123 راكبا و9 من أفراد طاقم الرحلة. وكان تقرير سابق لوسائل إعلام حكومية قد أفاد بأنه كان هناك 133 شخصا على متنها.
من جهتها أوضحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، أن الطائرة تحطمت في محافظة تنغ بالقرب من ووتشو و”تسببت بحريق في الجبل”، نقلا عن مكتب إدارة الطوارئ بالمقاطعة. وكان موقع التحطم على بعد حوالي 150 ميلا من قوانغتشو، مما يعني أن الطائرة قد قطعت حوالي 500 ميل قبل السقوط.
وأظهرت بيانات التتبع أن الرحلة كانت تسير على ارتفاع طبيعي يبلغ حوالي 30 ألف قدم، عندما دخلت فجأة في هبوط حاد. ثم استقرت الطائرة لفترة وجيزة على ارتفاع 1000 قدم قبل أن تنقطع البيانات فجأة، بعد حوالي 40 ثانية.
في غضون ذلك، قالت شركة “بوينغ” إنها على علم بالتقارير الأولية عن التحطم وإنها “تعمل على جمع المزيد من المعلومات”. وانخفض سهم “بوينغ” بأكثر من 8٪ في تعاملات ما قبل السوق في وقت مبكر من يوم الاثنين.
وبعد الانهيار، أفادت وكالة الأخبار المالية الصينية “Yicai”، ومقرها المركز الاقتصادي في شنغهاي، أن شركة “تشاينا إيسترن” ستوقف جميع طائراتها من طراز بوينغ “737-800” بانتظار التحقيق، لكن شركة الطيران لم تؤكد هذه الخطوة بعد.
وقالت صحيفة الشعب اليومية الحكومية، إن 117 من رجال الإنقاذ يعملون في موقع التحطم، وإن 650 من رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء، الذين نظمتهم إدارة الإطفاء في قوانغشي، كانوا متوجهين إلى الموقع. وقالت خدمة الإطفاء في جوانجشي إن أطقمها تكافح لإخماد حريق على منحدر تسبب فيه التحطم، وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية من وكالة ناسا حريقا هائلا في المنطقة.
وقالت قناة “CCTV” الصينية إن شركة “تشاينا إيسترن” شكلت 9 فرق منفصلة للعمل في كل شيء بدء من التخلص من الحطام إلى التحقيق في الحادث ومساعدة أسر الركاب.
ولم يظهر جهاز تعقب الرحلات “FlightRadar24” أي بيانات أخرى للرحلة “MU5735” بعد الساعة 2:22 مساء بالتوقيت المحلي، عندما وصلت الطائرة إلى المنطقة المحيطة بمدينة ووتشو. وأظهر الجهاز الطائرة وهي تهبط بحدة من ارتفاع 29100 قدم إلى 3225 قدما في أقل من ثلاث دقائق، قبل أن تنقطع معلومات الرحلة.
وتم تسليم الطائرة إلى شركة “تشاينا إيسترن” بواسطة بوينغ في يونيو 2015، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.
وتعد طائرة “بوينغ 737” ذات الممر الواحد والمحركين، واحدة من أكثر طائرات الركاب النفاثة استخداما في العالم للرحلات القصيرة والمتوسطة المدى. وتشغل “تشاينا إيسترن” إصدارات مختلفة من “737”، بما في ذلك “737-800″، التي تحطمت يوم الاثنين، و”737 Max”، التي تم إيقافها في جميع أنحاء العالم بعد حادثين مميتين.
وقال روبرت سوموالت، الرئيس السابق للمجلس الوطني لسلامة النقل، إن طائرة “737-800” تتمتع بسجل أمان جيد للغاية على مر السنين.
وأضاف لشبكة “سي بي اس نيوز”: “أكره أن أقول ذلك، لكنني لا أعتقد أن هناك أي فرصة لنجاة أي شخص من حادث كهذا”.
وتمتعت الصين بسجل تحسد عليه في مجال السلامة الجوية في السنوات الأخيرة، في بلد تتقاطع فيه المطارات المبنية حديثا وتخدمها شركات طيران جديدة، تم إنشاؤها لمواكبة النمو السريع الذي تشهده البلاد على مدى العقود القليلة الماضية.
وتحطمت طائرة تابعة لشركة “Henan Airlines” في مقاطعة هيلونغجيانغ الشمالية الشرقية في عام 2010، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا على الأقل، من بين 92 شخصا كانوا على متنها، على الرغم من عدم تأكيد الحصيلة النهائية.
وكان هذا آخر حادث تحطم طائرة ركاب تجارية صينية تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين. أما أعنف حادث تحطم طائرة تجارية صينية فهو حادث تحطم طائرة شركة الخطوط الجوية الصينية الشمالية الغربية عام 1994، الذي قتل فيه كل من كانوا على متنها وعددهم 160 راكبا.
المصدر:وكالات