قالت صحيفة التلجراف في مقالا تحليليا بعنوان “موقف جو بايدن المتشدد إزاء إسرائيل يهدد بتعميق الانقسامات داخل حزبه”.
تقول الصحيفة أن جو بايدن لم يكن يتصور أن التحدي الرئيسي الأول الذي يواجهه في السياسة الخارجية سيكون أيضا اختبارا رئيسيا لقدرته على قيادة حزبه.
وتضيف الصحيفة أنه مع اندلاع أعمال العنف في الشرق الأوسط، وجد الرئيس الأمريكي نفسه على خلاف، بشكل متزايد، مع العديد من زملائه الديمقراطيين بشأن دعمه لإسرائيل.
فعلى مدى أيام، دعم بايدن علنا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رده العسكري على قطاع غزة.
لأنه يدرك تماما، كرئيس للولايات المتحدة، التداعيات السياسية المحتملة للظهور على أنه يضعف التزام أمريكا تجاه إسرائيل.
لكن في مبنى الكابيتول، أضحت أصوات الديمقراطيين المنتقدة للأعمال العسكرية الإسرائيلية أكثر صخبا من أي وقت مضى، وربطت القضية بمناقشات العدالة العرقية والاجتماعية في أمريكا.
وذهبت عضوة الكونجرس ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إلى حد وصف إسرائيل بـ “دولة الفصل العنصري”.
كما وجد بايدن نفسه، هذا الأسبوع، في مواجهة عضوة الكونغرس الديمقراطية، الفلسطينية الأصل، رشيدة طليب، خلال زيارتة إلى ميشيغان.
وحرصا منه على إبقاء حزبه موحدا، خصها عندما خاطب الحشد لاحقا، وأشاد بها باعتبارها “مقاتلة” وأكد لها أنه “سيفعل كل ما في وسعه” لضمان بقاء عائلتها في الضفة الغربية بأمان.
لكن الانتقاد المتزايد لأفعال إسرائيل يتجاوز بكثير الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي. ليصل إلى السناتور بوب مينينديز، أحد أقوى حلفاء إسرائيل الديمقراطيين، الذي أدان بشكل حاد الضربات الصاروخية التي شنتها إسرائيل على غزة.
لكن مع تزايد الضغوط السياسية في الداخل والخارج، وجد بايدن أنه لم يعد بإمكانه تجنب المزيد من الانغماس في الصراع، فقد حذر نتنياهو خلال مكالمة هاتفية الأربعاء من أنه يتوقع أن يرى “تهدئة كبيرة” للقتال.
ومع إصرار إسرائيل على المضي قدما في عملية غزة “حتى يتم تحقيق هدفها”، أظهر التقدميون في الكونغرس استعدادهم لاتخاذ مزيد من الإجراءات. إذ قُدم قرار الأربعاء يعارض بيع أسلحة عسكرية بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل وافقت عليه إدارة بايدن.
تشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من كون ذلك مجرد خطوة رمزية، إلا أن من يقفون وراءها يقولون إنهم يعتزمون إرسال رسالة إلى كل من نتنياهو وبايدن مفادها: لم يعد بإمكانكما الاعتماد على دعمنا الثابت.
المصدر: وكالات