سادت مخاوف من تهديدات إرهابية قد تطال منشآت نووية، الأوساط الأوروبية، عقب مقتل حارس منشأة بلجيكية، وترجيح انضمام عاملين اثنين لصفوف تنظيم “داعش” في سوريا.
تلك المخاوف تُرجمت في سلسلة قرارات من بينها تعزيز تأمين المنشآت النووية في بلجيكا وفرنسا، وعقب “الثلاثاء الدامي” في بروكسل، أوكلت هذه المهمة إلى الجيش.
فور وقوع تفجيرات بروكسل أغلقت السلطات محطة “تيانج” النووية، وكثّفت من إجراءاتها الأمنية وقوات الجيش حولها، ونقلت صحيفة “تايم” الأمريكية الشهيرة، عن وسائل إعلام بلجيكية قولها “إن الخلية الإرهابية التي نفذت الهجمات كانت تخطط لاستهداف منشآت نووية”.
وأضافت الصحيفة أن هذه الأنباء إن تأكدت ستفسر لماذا أغلقت محطتان نوويتان بعد الهجمات مباشرة على الرغم من بعدها جغرافيا عن موقع التفجيرات، ولم تعلن السلطات البلجيكية أسباب تلك الإجراءات.
ونقلت رويترز عن صحيفة “لا ديرنيي” في فبراير الماضي، تصريحات لمصدر أمني رفيع قال فيها: “كشفت المداهماتالأمنية عقب تفجيرات باريس الإرهابية، عن مقطع فيديو لمراقبة عالم يعمل في منشأة نووية بلجيكية”، مشيرا إلى أن الفيديو عُثر عليه في شقة كان يستخدمها إرهابيون فرّوا أثناء مداهمات للشرطة في ديسمبر الماضي.
أشارت “تايم” إلى أن المسؤول عن “فيديو مراقبة العالم النووي” هما الأخوين “إبراهيم وخالد بكراوي”، اللذان نفذا تفجيرات مطار ومترو بروكسل، التي أغلقت بعدها منشأة “تيانج” ومجمع “دويل” النووي، وطُلب من جميع موظفيهما المكوث في منازلهم.
في اليوم التالي لتفجيرات بروكسل، قُتل حارس منشأة نووية في حي “شارلروا”، وهو ذات الحي الذي جرت فيه مداهمات أمنية كبيرة أسفرت عن اعتقال العشرات عقب تفجيرات باريس الدامية، والحي يقطنه غالبية من العمّال في مجال الصناعة، ومنه خرج عدد من المدرجين على قوائم الإرهاب، إلا أنه لعب دورا في لقاء صلاح عبد السلام، المتهم الرئيسي في تفجيرات باريس، بعبد الحميد أبا عود، المقاتل “الداعشي” وقائد الخلية الثنائية في بلجيكا وفرنسا.
والقتيل هو ديديه بروسبيرو، حارس بمنشأة G4S النووية البحثية، وجد أبناؤه الثلاثة، لدى عودتهم من المدرسة يوم الخميس الماضي، جثته وقد أطلقت عليه عدة رصاصات في حمام منزلهم بحي شارلروا إلى جانب كلبه الذي كان يربيه.
ربما تخطت التهديدات بـ”الإرهاب النووي” حاجز المخاوف عقب عثور السلطات على مقطع الفيديو الذي راقب من خلاله الإرهابيون تحركات ومواعيد حضور وانصراف العاملين في إحدى المنشآت النووية، ونقلت صحيفة “تلجراف” البريطانية الشهيرة، عن مصادر رفيعة المستوى قولها إن “1 عاملا في منشآت نووية بلجيكية اضطرت السلطات لإلغاء تعييناتهم بسبب تحذيرات استخباراتية”.
وأضافت الصحيفة أمس، الأحد، إلى أن بلجيكا ليست الوحيدة التي اتخذت هذه الإجراءات المشددة لتعزيز أمن منشآتها النووية، فصعّدت فرنسا هي الأخرى من إجراءاتها عقب اكتشاف عدد من العاملين “المتعاطفين” مع الإسلاميين، بعد سقوط قتلى هجمات نوفمبر الماضي.
المصدر: وكالات