ستشهد سماء مكة المكرمة مساء يوم الأربعاء، التعامد الثاني للقمر على الكعبة المشرفة هذا العام في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
تقول الجمعية الفلكية بجدة، إن هذه الظاهرة تحدث عندما يبلغ ميل القمر عرض مكة المكرمة ويكون في لحظة توسطه على خط زوالها وهذا بعكس بقية الاجسام السماوية، فحركة القمر سريعة جدا ومتغيرة بين لحظة وأخرى، فهو يقطع لحركة ميلانه في المتوسط ست درجات تقريبا خلال 24 ساعة، إضافة أن عدد مرات تعامد القمر تعتبر قليلة مقارنة بعدد مرات دورانه حول الأرض في السنة والبالغة 12 دورة.
القمر سيشرق بأفق مكة المكرمة عند الساعة 02:18 بعد الظهر (11:18 صباحا بتوقيت غرينتش) ويستمر في حركته إلى ان يبلغ ميله عرض مكة ومتوسطا خط زوالها “التعامد” عند الساعة 09:10 مساءً ( 06:10 مساءً بتوقيت غرينتش)، وسيكون على ارتفاع (89.9 درجة) وقرصة مضاء بنسبة (79.9 %) في طور الأحدب المتزايد وعلى مسافة 381.811 كيلومتر ، وسيبقى مشاهدا في سماء مكة إلى أن يغرب عند الساعة 03:59 فجرا (12:59 بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش).
إن ظاهرة التعامد توضح دقة الحسابات لحركة الأجرام السماوية ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعة في غاية الدقة إضافة لذلك يمكن بهذه الظاهرة الفلكية في تحديد اتجاه القبلة.
إن طريقة استخدام هذه الظاهرة في تحديد “القبلة” تتم من خلال قيام الشخص بالاتجاه للقمر وجعله أمام ناظره تماماً حينها سيكون متجه للقبلة بالضبط، وهذه التجربة تصلح لأي منطقة في العالم يشاهد فيها القمر في تلك اللحظة لكنها غير مفيدة للمناطق القريبة من مكة مثل جدة والطائف وعسفان وكل المناطق التي يقل بعدها عن درجة واحدة من مكة المكرمة.
للحصول على نتائج علمية دقيقه يفضل إستخدام جهاز “الثيودوليت” الذي يستخدم في اعمال مسح الأرض ولقياس الزوايا الصغيرة في الأفق ولقياس مسافات سمت الراس ولقياس الزاوية التي تتكون من تقاطع سطع عمودي ثابت وسطح عمودي يمر في أحد الأجسام السماوية.
جدير بالذكر أن هذا التعامد للقمر سيحدث بعد 54 يوم و20 ساعة و26 دقيقة من التعامد الأول بالتزامن مع مرحلة البدر المكتمل- منتصف شهر جمادى الآخرة – 29 يناير الماضي.