فى ظل عالم ملىء بالصراعات تكافح المرأة فيه لتثبت جدارتها وذاتها، وشعور متناقص بالأمان بسبب الانتهاكات التى ترتكب بحقها، يصبح التظاهر بالقوة حيلة المرأة الأكثر شيوعًا من أجل النجاح وإثبات ذاتها وحماية نفسها كذلك.
هذه الحيلة التى تلجأ إليها الكثير من النساء خاصة فى مجال العمل تكلفها الكثير حسبما كشفت دراسة حديثة نشرت هذا الأسبوع فى دورية الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم “National Academy of Sciences” والتى تشير إلى أن تظاهر المرأة بالقوة هو أمر كافٍ لإحداث تغيرات فسيولوجية فى جسدها.
وأوضحت الدراسة أن تصرف المرأة بطريقة تظهر قوتها وقدرتها على السيطرة يتسبب فى زيادة مستوى هرمون الذكورة “تستوستيرون” بنسبة 10% عن مستواه العادى، وهو ما يشير إلى أن البيئة الاجتماعية قد تلعب دورًا أكبر بكثير من المتوقع.
وحسب مجلة “nymag” الأمريكية، فإن الدراسة التى قام بها باحثون فى جامعة ميتشيجان قامت على تنفيذ مشهد تمثيلى بين مجموعة البحث، يلعب فيه المشاركون دورًا واحدًا بطريقتين مختلفتين فى أيام مختلفة، فى اليوم الأول طلب الباحثون من المشاركين (الرجال والنساء) أن يلعبوا دور رئيس العمل الذى يطرد أحد الموظفين بطريقة متعسفة بدون أى مشاعر، وفى اليوم التالى يلعبوا الدور نفسه ولكن هذه المرة يطرد الموظف بطريقة لطيفة.
وفى المرتين قاس الباحثون نسبة هرمون التستوستيرون فى جسم المشاركين ووجدوا أن الهرمون يرتفع بنسبة من 1 إلى 2 فى المئة فى جسم الرجال عندما يتصرفون بخشونة فى مقابل زيادة 10% فى جسم النساء اللاتى يتظاهرن بذلك.
يشار إلى أن جسم الرجال يفرز هذا الهرمون بنسبة تزيد من 10 إلى 20 مرة أكثر من النساء، وهو مرتبط بأشياء مثل الدافع الجنسى العالى وإنتاج حيوانات منوية قوية، ولكن يعتقد أيضًا أنه يلعب دورًا فى طريقة الرجال فى التصرف، حيث يعتقد الباحثون أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من هذا الهرمون يميلون إلى التحرك بقوة أكبر من الآخرين الذين لديهم مستويات أقل، ولكن هذا البحث الجديد يطرح تساؤلاً هامًا وهو “هل يتصرف الرجال بخشونة لأن لديهم الكثير من هرمون التستوستيرون أم أن الرجال الذين يتصرفون بخشونة يزيد لديهم هرمون التستوستيرون؟
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا البحث لا يعطى نتيجة قاطعة فى هذا الشأن ولكنه سيفتح الباب للمزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.
المصدر: وكالات