شهدت تركيا ساعات دراماتيكية، ليل السبت، فبعد إعلان الجيش التركي إنهاء حكم حزب الحرية والعدالة، وفرضه الأحكام العرفية، وحظر التجول في أنحاء البلاد، خرج رئيس الوزراء التركي معلنا فشل المحاولة الانقلابية التي قامت بها عناصر من الجيش، مؤكدا استعادة السيطرة على الأمن في البلاد.
وأعلن رئيس الوزراء، بن علي يلدريم عن “السيطرة إلى حد كبير” على محاولة الانقلاب التي وصفها بـ”الغبية” والتي نفذتها مجموعة من العسكريين الجمعة وهدد بإسقاط أي مروحية.
الجيش يعلن السيطرة
وبدأت تسلسل الأحداث، عندما أعلن الجيش التركي في بيان عبر التلفزيون الرسمي أنه استولى على السلطة في البلاد، من أجل الحفاظ على الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعقب بيان الجيش باستيلائه على السلطة، توعد الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان “محاولي الانقلاب على الديمقراطية، وأنهم سيدفعون ثمنا باهظا أمام القضاء التركي”.
وفى وقت لاحق لتصريحات أردوغان، وبعد وقت قصير من إعلان رئيس الحكومة إجهاض الانقلاب العسكري، هبطت طائرة الرئيس أردوغان بمطار أتاتورك بإسطنبول.
كما أعلن الرئيس التركي السابق عبد الله جول رفضه للانقلاب، داعيا المواطنين للنزول إلى الشوارع “لإنقاذ الديمقراطية”، مشددا على أنه لا يمكن قبول أى انقلاب عسكرى فى البلاد، وأنه سيتم محاكمة المشاركين في هذه “الجريمة”.
وفى هذه الأثناء، تابع العالم باهتمام كبير الأوضاع في تركيا، إذ أكدت واشنطن دعمها للشرعية في تركيا، كما أعلنت برلين رفضها للانقلاب.
تظاهرات
وخرجت تظاهرات مؤيدة وأخرى مناوئة في عدة مدن تركية، لانقلاب الجيش في تركيا، فى وقت شهد محيط جسر البوسفور في إسطنبول إطلاق نار كثيف.
وفيما ذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن آلاف المواطنين نزلوا في تظاهرات بمدن تركية مختلفة للتنديد بمحاولة الانقلاب، أفادت وسائل إعلام تركية أخرى بخروج تظاهرات فى إسطنبول مؤيدة للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية.
مخطط الانقلاب
فيما يختص بمنفذ الانقلاب، فقد كشفت وكالة أنباء الأناضول عن هوية مخطط محاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية، الذي تسبب في اضطرابات بالبلاد أسفرت عن سقوط قتلى.
وقالت الوكالة الحكومية إن “المخطط للانقلاب في تركيا هو المستشار القانوني لرئيس الأركان التركية العقيد محرم كوسا”، مشيرة إلى أنه “أقيل من منصبه “.
وبالتزامن مع كشف الوكالة عن هوية المخطط، تحدثت مصادر وشهود عن تعرض مبنى البرمان في أنقرة للقصف، وسماع دوي انفجارات ضخمة في إسطنبول.
وكانت الوكالة نفسها قد أشارت إلى مقتل 17 من الشرطة فى مقر القوات الخاصة بأنقرة، وإسقاط مقاتلات “أف.16” تمكنت من إسقاط مروحية “للانقلابيين”.
ومع حلول صباح السبت بدأت الامور تميل و بشكل واضح نحو كفة الرئيس التركى رجب طيب اردوغان حيث اعلن عن اعتقال اكثر من 1560 من العسكريين و تم عزل 34 من قادة الجيش الضالعين بشكل او بآخر فى الانقلاب فيما بث التليفزيون التركى صورا لجنود ضالعين فى الانقلاب يستسلمون .
فيما عقد مجلس النواب التركى جلسة طائرة للتنديد بالانقلاب بينما دعا اردوغان انصاره الى البقاء فى الشوارع لحين عودة الامور إلى طبيعتها .