نطالع في صحيفة التايمز مقالاً لهانا سميث بعنوان “الطبيب اللاجئ الذي أصبح منقذ المهاجرين السوريين من البحر” .
وقالت كاتبة المقال إن “الطبيب السوري اعتقد أن ما عايشه في حمص اختصر كل تجارب الدنيا، إلا أن ما شاهده خلال تجربة الهروب الى أوروبا كان مرعباً أكثر”.
وأضافت كاتبة المقال أن ” الطبيب أحمد تركاوي كان يعالج المصابين والمرضى في مستشفى ميداني حمص بما توفر له من مستلزمات طبية وغير طبية، إذ اضطر إلى تضميد جراح البعض منهم بلفها بقطع من أقمشة الثياب وذلك بعد انقطاع الامدادات الطبية عن المدينة”.
وأشارت الكاتبة إلى أن “عناصر المخابرات السورية بدأوا بمضايقته بهدف تصفيته، فقرر مغادرة المدينة وذهب إلى الاردن حيث عمد إلى تضميد جراح الجرحى السوريين هناك”.
وأردفت أن ” تركاوي سافر مع عائلته الصغيرة إلى تركيا ومكث فيها ستة أشهر محاولاً إيجاد مهرباً يوصله إلى بر الأمان في أوروبا، وبالفعل استطاع ايجاد المهرب المناسب كما اعتقد حينها”.
وفي مقابلة مع الطبيب تركاوي، قال فيها إن ” الرحلة التي قام بها كانت أسوأ تجربة في حياته ولخصت جميع المآسي التي مر بها الشعب السوري”.
وأضاف تركاوي أنه ذهب مع زوجته وطفليه، الذين صدموا لدى وصولهم إلى المركب بأن المهربين يملكون أسلحة كلاشينكوف، وقد امروا بالمثول لأوامرهم، مشيراً إلى أنهم طلبوا منه القفز في المياه وهم على بعد 50 متراً من الساحل اليوناني، فلما رفض بدأ قائد المركب برمي أطفاله واحداً بعد الآخر ، فما كان منه إلاأن قفز لإنقاذ طفليه”.
ويعيش اليوم الطبيب تركاوي في فندق في النرويج بانتظار البت بطلب الحصول على اللجوء هناك”.
وبعد التجربة المريرة التي عايشها، أنشأ أحمد صفحة على الفيسبوك تضم اليوم 42 الف شخص، يتبادل فيها المعلومات عن كيفية التواصل معه، ومعلومات مفيدة حول كيفية التعاطي مع حرس الحدود، إضافة إلى كيفية التعامل مع محرك الارب في حال تعطل خلال الرحلة”.
ويعمل أحمد من غرفته في الفندق على مشروع يساعد على إنقاذ حياة السوريين الذي يعبرون البحر للوصول إلى القارة الأوروبية إذ يخصص على مدار 24 ساعة مع أصدقائه خدمة لهؤلاء المهاجرين من خلال تطبيق “واتس آب”.
ويتم ارسال عبر هذا التطبيق” معلومات عن المسافرين السوريين المتجهين عبر القوارب من تركيا إلى اليونان وعددهم، كما يتم التأكد من سلامتهم طوال مدة الرحلة، وفي حال حدوث أي مكروه لهم يتم إبلاغ خفر السواحل اليونانية والتركية لإنقاذهم”.
المصدر: وكالات