أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية ” بي بي سي ” الخميس إلغاء أكثر من ألف وظيفة إضافية نتيجة انخفاض مورد تمويلها الرئيسي، أي المردود من الرسوم على المرئي والمسموع، في حين تسعى الحكومة الى تحجيمها اكثر.
وسبق أن بدات مجموعة المرئي والمسموع الاولى في العالم خطة واسعة النطاق لادخار 800 مليون جنيه استرليني (1,125 مليار يورو)، كما اضطرت إلى اقتطاعات قاسية إضافية للتعويض عن انخفاض لعائدات الرسوم.
وصرح مدير عام البي بي سي توني هال “اعلن ان الرسالة قاسية. اعلم ان ما اقوله اليوم سيسبب توترا كبيرا في صفوف منظمتنا”، وذلك في إعلان هذه الأخبار السيئة لموظفي المجموعة التي تضم حاليا أكثر من 16600 موظف.
وسبق أن ألغت المجموعة في السنوات الاخيرة الاف الوظائف وباعت 40% من ممتلكاتها غير المنقولة وقلصت تكاليفها الادارية وتخلت عن عدد من الحقوق الرياضية لادخار اكثر من 1,5 مليار جنيه استرليني سنويا (2,112 مليار يورو).
لكن “بالرغم من التحسن الذي احرز وبسبب رخصة التلفزيون المجمدة منذ سبع سنوات، برزت حاجة الى ادخار اموال اضافية”، على ما اوضحت المجموعة.
وتشير التوقعات الى ان عائدات الرسوم ستاتي أقل بـ 150 مليون جنيه مما كان متوقعا عام 2011، بسبب الثورة الرقمية وتعدد طرق مشاهدة التلفزيون، على الطلب وبحسب اللائحة، او عبر الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي والهاتف المحمول. وهذه الاستخدامات لا تستلزم تسديد الرسوم السنوية البالغة 145,5 جنيه (184 يورو).
وأشارت دراسة لهيئة تنظيم المرئي والمسموع “أوفكوم” إلى أن نصف الشريحة 16-24 العمرية فحسب يشاهدون البرامج مباشرة على التلفزيون، فيما يفضل النصف الآخر مشاهدتها مجانا عبر الإنترنت.
كما لفتت إلى أن نوعية البرامج ليست السبب، فقد ارتفع مؤشر ارتياح المشاهدين من 68% الى 79% في سبع سنوات بحسب الهيئة.
وصرح هال ان “عدد المنازل التي لديها تلفزيونا يتراجع” ما يؤدي الى انخفاض العائدات.
واعتبرت مجموعة الاذاعة والتلفزيون العامة ان هذه الاشكالية حاسمة، علما انها حصلت للعام 2013/2014 3,7 مليار جنيه من هذه الرسوم التي لم تتغير تعرفتها منذ 2010.
وفيما ستعيد الحكومة والبي بي سي التفاوض على شروط الرسوم في 18 شهرا، تفيد التوقعات بتقليص اضافي للعائدات.
ومن النقاط التي سيبحثها وزير الثقافة جون ويتينغديل الإعفاء التام عن التسديد لمن يتجاوز 75 عاما (ما سيكلفه 700 مليون جنيه سنويا) ومشروع تصنيف عدم تسديد الرسوم من جريمة إلى جنحة.
وفي حال إقرار هذه النقاط، فسيؤدي ذلك الى ربح فائت إضافي للبي بي سي فيما تطالب المجموعة بالعكس بمزيد من الموارد باقتراح توسيع نطاق الرسوم لتشمل الشاشات الاخرى.
أمام هذا الشرخ الواسع، دعا النائب العمالي كريس براينت الخميس في صحيفة الجارديان الى “عدم تدمير اقوى مؤسسة ثقافية في المملكة المتحدة”.
ولفت النائب المكلف ملف الثقافة في حزب العمال الى ان الرسوم هذه استخدمت جزئيا لتطوير الإنترنت السريع، التي تسهم في ابعاد المستهلكين عن التلفزيون وتفضيلهم الجهاز اللوحي او الهاتف المحمول.
المصدر : أ ف ب