من جريدة البيان نطالع مقالا تحت عنوان ” ماذا بعد باريس؟” حيث يقول الكاتب : “لقد قضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من عشرين عاما وهي تقول إنها تحارب الإرهاب وتطلب منها ذلك تدمير دولتين إحداهما وهي العراق كانت أبعد ما تكون عن ذلك الذي تحاربه أميركا بل إن تدمير العراق تسبب بتوحش تلك الجماعات التي تعيش على الفوضى وغياب الدولة.
والناظر في التاريخ يجد أن حرب الولايات المتحدة على الإرهاب انطلق مع تفجيرات مركزي التجارة في نيويورك التي كانت الانطلاقة الفعلية لسلسلة حوادث قاتلة في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى دول العالم العربي والاسلامي من تفجيرات سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا ثم أحداث 11 سبتمبر وما تلاها وقطارات لندن ومدريد وغيرها وانتهاء بمأساة باريس مؤخراً.
وما يمكن ملاحظته انه في كل مرة تعلن الولايات المتحدة حربها الضروس على تلك الجماعات تزداد الهجمات دموية وتتوسع جغرافياً وتصبح أكثر فوضى لتطال أبرياء، بل ان تلك الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وفرنسا في مالي أدت إلى قيام ما يسمى بـ»داعش« على مساحات هائلة في العراق وسوريا.
إذاً هل الخلل في منظومة الحرب على الإرهاب؟ أم أن الحرب لم تكن جدية؟ وأين الحلقة المفقودة في هذه الحرب إن كان هناك أصلاً حلقة؟
ما يجري اليوم يستدعي أكثر من الحلول الأمنية والحرب التقليدية على الجيوش غير المرئية ذلك ان كلا الحلين فشلا بامتياز وازدادت تلك الجماعات توحشاً ودموية بل ان قتلاها من المسلمين أكثر والمطلوب مقاربة أكثر عمقاً وجدية في محاربة هذه الآفة التي تشبه قيام دولة الحشاشين واستباحتهم لدماء المسلمين قبل قرون.
تسليم وحصر زمام الأمر في الولايات المتحدة أكبر الكوارث لأنها ببساطة دولة غير عادلة وكثير من شعوب هذه المنطقة ينظر إليها أنها ضد مصالح العرب والمسلمين ومن هنا فإن إشراك العرب فعلياً في هذه الحرب على الارهاب ضرورة، وليس المقصود هنا الحرب التقليدية أو الحل الأمني فهناك ما هو أعمق لتفكيك بنية هذه الجماعات وأجزم أن الغرب لن يستطيع وحده تحقيق هذه الغاية
المصدر: وكالات