ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية إعلان شرم الشيخ فيما يلي نصه:
نحن قادة الدول العربية المجتمعين في الدورة 26 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوي القمة في شرم الشيخ جمهورية مصر العربية يومي 28 / 29 مارس 2015 التي كرست أعمالها لبحث التحديات التي تواجه أمننا القومي العربي وتشخيص أسبابها والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهتها بما يحفظ وحدة التراب العربي ويصون مقدراته وكيانه الدولي والعيش المشترك بين مكوناته في مواجهة عدد من التهديدات النوعية, وهو الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود واستنفار الإمكانيات على شتى الأصعدة السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية.
و نؤكد اعتزازنا بجامعتنا العربية في الذكرى الـ70 لإنشائها فإننا نجدد التزامنا بمقاصد الزعماء والقادة المؤسسين من ضرورة توثيق الصلات بين الدول الأعضاء وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها ومحافظة على تراثها المشترك, التي تجسدت في ميثاق جامعة الدول العربية في عام 1945 .
إذ ندرك أن مفهومنا للامن القومي العربي ينصرف إلى معناه الشامل وأبعاده السياسية والإقتصادية والعسكرية من حيث قدرة الدول العربية في الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانه استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها , وتقوية ودعم هذه القدرات من خلال تنمية الإمكانيات العربية في مختلف المجالات استنادا للخصائص الجغرافية والحضارية التي تتمتع بها , وآخذا في الإعتبار الاحتياجات الوطنية والأمنية لكل دولة والإمكانيات المتاحة والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤثر على الأمن القومي العربي , اذ نستشعر إن الأمن القومي العربي قد بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد فبنيان الدول وصيانه أراضيها قد اضحيا محل استهداف في أقطار عربية عديدة ونتابع بقلق اصطدام مفهوم
الدولة الحديثة في المنطقة العربية بمشروعات هدامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها وتمس بالتنوع العرقي والديني والطائفى وتوظفه في صراعات دموية برعاية أطراف خارجية ستعاني هي نفسها من تدمير كل موروث حضاري كان لشعوب المنطقة دور رئيسي في بنائه, فضلا عن التحديات التنموية والاجتماعية والبيئية .
وإزاء كل ما يحيط بالأمن القومي العربي من تهديدات وتحديات في المرحلة الراهنة تهدد المواطنة كأساس لبناء مجتمعات عصرية تحقق الرفاهية والإزدهار لشعوبها كي تستعيد الأمة العربية مكانتها المستحقة , فإننا نؤكد على التضامن العربي قولا وعملا في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها المنطقة وعلى الضرورة القصوى لصيانة مواقف عربية مشتركة في مواجهة كافة التحديات.. ونثمن الجهود العربية وتوطيد العلاقات البينية وتنقية الأجواء , نجدد تعاهدنا بالعمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية في العيش الكريم , والمضي قدما في مسيرة التطوير والتنوير وترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة العربية وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم وندرك أهمية تلك الأهداف كأدوات رئيسية وفاعلة تصون منظومة الأمن القومي العربي وتعزز إنتماء الإنسان العربي وفخره بهويته .
ندعو المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويله للحيلولة دون توفير الملاذ الأمن للعناصر الإرهابية , كما نشدد على ضرورة تنسيق الجهود الدولية والعربية في هذا المجال , من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارتية والتعاون القضائي والتنسيق العسكري , مشددين على حتمية الشمولية في الرؤية الدولية في التعامل مع الإرهاب , دون انتقائية و تمييز حيث لا تقتصر على مواجهة تنظيمات بعينها وتتجاهل أخرى , خاصة أن كافة تلك التنظيمات يجمعها نفس الإطار الإيدلوجي وتقوم بالتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات والمقاتلين والسلاح فيما بينها ,نؤكد في هذا الاطار رفضنا الكامل لأي ربط يتم لتلك الجماعات أو ممارستها بالدين الإسلامي الحنيف .
المصدر: وكالات