الهجمات الانتحارية في فرنسا، لا يمكن وصفها إلا بالهجمات الهمجية، التي لا أخلاق خلفها ولا دين، ولا مبدأ يقرها.
يعيش في أوروبا أكثر من خمسين مليون مسلم، وفي فرنسا وحدها أكثر من خمسة ملايين، مسلمون يتمتعون بالمواطنة وحقوقها، وهؤلاء جميعاً سيعانون من جرائم باريس التي تمت عنونتها باسم الله أكبر، شعاراً وتكبيراً قبيل تنفيذ العمليات الإرهابية التي تكشف منسوب الجهل الذي يتغطى بالدين. ليس لأن أوروبا يعيش بها مسلمون، تستحق حصانة..
ولا يجوز التفجير فيها، فلو كانت خالية من المسلمين كلياً، لما كان جائزاً أيضاً أن يتم قتل المدنيين وترويع الأبرياء، وهذا هو ذات المبدأ الذي نعلنه في كل مكان، فالقتل لا يمكن أن يكون مقبولاً، ولا مقدساً، ولا مدخلاً لرضا الله، ولا بوابة للجنة.
الذين نفذوا العمليات الإرهابية، سوف يتسببون اليوم بموجة كراهية شديدة وإضافية للمسلمين، وهي موجات الكراهية التي بدأت بعد تفجيرات نيويورك، وكل فترة تتم تغذية هذه الكراهية بوسائل مختلفة، عبر عمليات التفجير التي لا تنال إلا من المدنيين، وهو ذات الأمر الذي يتعرض له المسلمون أيضاً على يد المتطرفين، فهذا الإرهاب لم يستثن أحداً من جرائمه، ونحن نرى ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل مكان.
لا يمكن إلا أن نعلن تضامننا مع فرنسا، ونشعر بالأسى والحزن على الراحلين، ونعيد السؤال للمرة الألف حول الضرر الذي يلحق بالإسلام والمسلمين من وراء هذا التطرف.
المصدر: وكالات