في محاولة، ربما تكون الأخيرة لتوحيد الصف، وحشد القوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من الدولة السورية العربية العظيمة، تلتقي في الرياض أطياف المعارضة السورية وذلك قبل الجولة الدولية المقبلة من المباحثات حول الأزمة السورية في نيويورك، والتي يجب أن تظهر فيها المعارضة السورية بموقف موحد ومتفق عليه بين أطيافها، يعكس إرادة الشعب السوري وطموحاته لوطن آمن ومستقر مثل باقي الأوطان، وحتى لا تُعطى الفرصة للقوى الإقليمية والدولية من أصحاب الأطماع والأجندات الخاصة في فرض إملاءاتهم وتحقيق مآربهم، مستغلين في ذلك تشتت المعارضة السورية وتشرذمها يمنى ويسرى، هذا التشتت والتشرذم على مدى أربعة سنوات، لم يؤدي سوى إلى المزيد من الخراب والدمار والقتل والتشرد واللجوء، وبات من الضروري والحتمي التوافق والتنسيق.
البعض يتصور أن توافق المعارضة السورية مستحيل، وقد استبقت طهران مؤتمر الرياض بتصريحات مشابهة، تعكس أمانيها في فشل هذا المؤتمر، لكن الحقيقة والواقع يفرضان على المعارضة السورية التوافق والتنسيق، وإلا فالخسارة للجميع، وليس من المطلوب التوافق على كل التفاصيل، بل على الأقل أن يخرج المجتمعون في الرياض باتفاق مبدئي على الثوابت، وعلى توحيد التمثيل الدولي للمعارضة السورية، ولو نجح لقاء الرياض في تحقيق هاتين النتيجتين فسيكون بمثابة إنجاز جيد، يمهد لإنجازات أكبر في مسيرة توحيد المعارضة، وإنقاذ سوريا الوطن.
المصدر: وكالات