جاء اللقاء الذي جمع وزراء خارجية روسيا وأميركا والسعودية وتركيا في فيينا يوم الجمعة الماضي، تطوراً مهماً على صعيد تحريك المياه السياسية السورية، ويبدو أن محور النقاش كان يدور حول مصير الرئيس بشار الأسد، وقضية بقائه في الحكم من عدمه، ويبدو من تصريحات الأطراف بعد اللقاء، أن هناك تفاهمات حول رحيل الأسد من الحكم، وإن كان الخلاف، أو السؤال هو، متى يرحل؟ وكم سيبقى في الحكم، وهل سيكون له دور في العملية السياسية، وهل ستقبل المعارضة السورية الحوار معه؟
موسكو التي استدعت بشار الأسد للكرملين منفرداً، أعطت إشارة مبهمة أنها تتعامل مع الأسد بمعزل عن النظام الحاكم، وهو نفس نهج مؤتمري جنيف الأول والثاني، الذين دعمتهما موسكو وتتمسك بهما حتى الآن، وكان الحديث فيهما حول حكومة انتقالية تتشكل من المعارضة والنظام، ولم يُذكر فيهما اسم الأسد بالتحديد.
مصير الأسد ربما لم يتم حسمه بعد بشكل نهائي، لكن تفاهمات الأطراف في فيينا تشير إلى أن العملية السياسية قد انطلقت، وأنها ستستمر حتى تحقق أهدافها، وأن قضية مصير الأسد لن تكون عائقاً أمامها.
ويبدو أن لقاء فيينا الرباعي سيكون بداية لعملية سياسية واسعة تضم أطرافاً أخرى، حيث جرى التفاهم على عقد اجتماع موسع يضم أطراف الأزمة الإقليميين والدوليين معاً، ومن المفترض أن يعقد هذا الاجتماع الموسع يوم الجمعة المقبل، وقد تنضم إليه إيران ومصر.
المصدر: وكالات