أكد مقال بصحيفة البيان الإماراتية إنه غداة كارثة الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من لبنان، والتي ساهمت الأمطار في إطفائها، ظهرت سحابة غائمة جديدة في سماء لبنان من تداعيات أوضاع المنطقة إضافة إلى خلافات الداخل بين كل القوى السياسية، لكن هذه المرة تسببت في أزمة كبيرة، حيث خرج اللبنانيون في الأول ضد الضرائب للتتحول إلى شعارات سياسية ضد الحكومة ربما تؤدي لادخال البلاد في نفق الفوضى.
ويقول المقال إن هذا الوضع وإن كان يعود ببعض أسبابه إلى تراكم المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أن الأسباب الأكثر تأثيراً هي وجود مؤامرة جدية لإشعال لبنان وعرقلة عملية النهوض والخروج من الأزمة ومنع الإصلاحات، فمن مصلحة القوى التي ارتضت لنفسها هذا الدور، أن يتصدع البنيان اللبناني خدمة لأجندات أهداف غير وطنية.
وأشار المقال إلى أن افتعال الأزمات وتوترات وانقسامات سياسية هي أشد ضرراً من موجة الحرائق، لأن الحرائق السياسية أخطر على البلد من «حرائق الأحراج». فنعمة السماء، بتدخّلها في إطفاء حرائق الطبيعة، أدت إلى تهدئة النفوس، لكن نقمة التدخلات الخارجية ساهمت في إشعال نار الاحتجاجات.
وأكد المقال أن الوضع الإقليمي المتأزم، يلقي بظلاله على البلاد تاركاً تداعياته على لبنان بكل الأبعاد السياسية، حيث إن هناك من يعتبر أن ما يمر به البلد اليوم هو مُفتعل، إذ تسعى دول على إلى بث سمومها لتفكيك لبنان تحقيقاً لأهدافها المشبوهة.
وأشار المقال إلى أن الأحزاب في لبنان وخاصة حزب الله، ساهمت بشكل أو بآخر في فتح الطريق أمام التدخلات من خلال بناء متاريس سياسية وتأجيل استحقاقاته تحقيقاً لمصالح شخصية، وعليهم الآن أن يتمتعوا بالجرأة والشجاعة الكافيتين ليعلنوا أن الطريق الذي سلكوه سابقاً هو سلوك الأزمات وأن الطريق الصحيح هو طريق التوافق، فلبنان يستطيع مواجهة العالم وهو موحد وهو لا يستطيع العيش إذا كان منقسماً.
واختتم المقال بالتأكيد على أن المعالجة لا يمكن أن تكون تقنية، بل هي سياسية بامتياز، أي باتخاذ القرارات الحاسمة والجذرية وتطبيق القوانين التي تساهم في إخراج لبنان من المزايدات السياسية والتدخلات سواء من الداخل أم من الخارج، وبتقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها.