تنطلق اليوم، وعلى مدار ثلاثة أيام الانتخابات الرئاسية في مصر.. حدث تاريخي ومفصلي في مستقبل الدولة المصرية.. جميع أجهزة الدولة المعنية، أعلنت استعدادها ومشاركتها في تأمين وضمان سلامة العملية الانتخابية، العالم يترقب هذه الانتخابات، أربع سنوات مضت سريعاً، انتهت الفترة الأولى التي تولاها الرئيس عبد الفتاح السيسي وفقاً للدستور المصري..
المصريون مستعدون وجاهزون للمشاركة وإبداء الرأي، يعلمون جيداً أنهم يختارون مصر، وأن التفاعل مع الحالة الانتخابية هذه المرة يحمل رسائل عديدة لا بد من كتابتها بتوقيع الناخبين، 60 مليون مصري لهم حق التصويت .
النجاة من أصداء وتوابع ما يسمى بالربيع العربي مطلب ورغبة عارمة لدى المصريين. بناء دولة وطنية قوية هدف لا يقبل القسمة على وجهات النظر لدى المخلصين. العرس الانتخابي اليوم في مصر سبقه عرس واضح وقوي وكاشف من خلال 139 لجنة في 124 دولة على مستوى العالم.
المصريون في الخارج قالوا كلمتهم المشرفة، وشاركوا بكثافة قوية تعكس حرصهم الشديد أمام العالم على تثبيت أركان دولتهم، ما بين الانتخابات التي انطلقت في الداخل والتي سبقتها في الخارج تحمل مشاركة المصريين العديد من الرسائل من بينها التأكيد على أن حق الشهداء الذين قدموا أرواحهم وأنفسهم وتركوا أبناءهم وأسرهم من أجل تراب هذا الوطن، إنما هو حق في رقاب كل المصريين، وأن لحظة الانتخابات جزء من تثبيت الدولة وبناء مؤسساتها، ومن ثم فهي بمثابة تحقيق لأهداف الشهداء الذين فتحوا صدورهم لمواجهة الرصاص من أجل الحفاظ على البلاد.
كما أنه من بين رسائل المشاركة في هذه الانتخابات رسالة واضحة وقوية إلى كل من الدويلات الراعية والداعمة للإرهاب، والتأكيد على أن كل محاولات لاستهداف دولة بحجم مصر في غير محلها، وأنها لن تفلح في اللعب مع شعب في عظمة الشعب المصري.
أيضاً رسالة قوية إلى الحالمين بهوس الولاية في المنطقة، بأن يستيقظوا من أوهامهم، وأن مصر ستعود بقوة إلى محيطها العربي وتسترد عافيتها وريادتها من خلال هذه الانتخابات الرئاسية.
أما الرسائل التي لا تقل أهمية عما سبق، فهي رسالة إلى المجتمع الدولي والعالمي، والتأكيد على أن ثورة 30 يونيو 2013، كانت ثورة شعبية خالصة أرادت التخلص من حكم المرشد، وأن التقارير المشبوهة للمنظمات الكارهة لمصر كاذبة ومضللة، وهدفها النيل من مصر، وأن الواقع يؤكد عكس ذلك، هذا فضلا عن أن العرس الانتخابي يفرض على الجميع، أن الشعب المصري يقول كلمته بإرادته، وأن توقيعه هو الذي يحدد مصيره، ولا يتلقى إملاءات من الخارج.
هذه بعض الرسائل التي يبعثها المصريون من خلال مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام، وفي النهاية فإن استقرار مصر هو بمثابة استقرار للمنطقة، وأن انتخاباتها هي تصويت على العروبة.
المصدر : صحيفة البيان الإماراتية