سلطت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة اليوم الضوء على قيادة الإمارات الملهمة والحكيمة التي تعانق طموحاتها السماء من أجل راحة ورفاهية ورخاء الإمارات وشعبها الأصيل.
كما تناولت الافتتاحيات الوضع على الساحة اليمنية في ظل اصطدام الهجوم الذي أطلقته ميليشيا الحوثي على محافظة مأرب قبل خمسة أشهر بجدار المقاومة اليمنية في هناك .. إضافة إلى وباء “كورونا” الذي يعصف بشدة في مختلف أرجاء العالم، ويوقع المزيد من الضحايا والإصابات، رغم الجهود الحثيثة التي تبذل لاحتوائه.
و قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها بعنوان ” ما بعد مأرب” .. أطلقت ميليشيا الحوثي هجومها على محافظة مأرب قبل خمسة أشهر، وهي تمنّي النفس بسرعة حسم المعركة، وتجاوز أساسيات الحل السياسي التي تم إقرارها بعد جولات طويلة من التفاوض كان آخرها في السويد.
و لفتت الصحيفة إلى أن المغامرة الحوثية، كغيرها من المغامرات خلال السنوات الماضية، اصطدمت بجدار المقاومة اليمنية في مأرب، وتحولت المعركة التي اعتقد الحوثيون أنها ستكون فاتحة لمعادلة جديدة لا مكان فيها للقانون والسياسة إلى مستنقع علقت فيه الميليشيا، من دون أن تستطيع التقدم خطوة إلى الأمام. إلا أن الخيار أمام الحوثي ما زال ممكناً، وهو الانسحاب الكامل من خطوط القتال في مأرب، والعودة إلى جحوره، والإعلان عن قبوله استئناف المسار السياسي المتوقف منذ شهور.
وأكدت الصحيفة ان مراهنة الميليشيا على معادلة داخلية جديدة تكون فيها الآمر والناهي كانت وهماً كلفها الكثير، وفوّت الوقت على الشعب اليمني التواق إلى إنهاء الحرب، وعودة الحياة إلى طبيعتها في ظل حكومة شرعية معترف بها دولياً، ووضع حد لتسلّط الميليشيا.
و أشارت “البيان” إلى ان ما نتج عن معركة مأرب معادلة عكسية لما كانت تتمناه، فالقوات اليمنية المشتركة أثبتت جدارتها في المعارك الدفاعية، وهي جاهزة وفق المعطيات الميدانية للمعركة الهجومية إذا حان وقتها، لكن للمسار السياسي الأولوية، والمؤشرات الأخيرة عن استياء الجانب الأمريكي من التعنت الحوثي رسالة دولية أكثر من كونها موقفاً معزولاً، فالوقت ينفد أمام الحوثي، ليس فقط فيما يخص هزائمه المتكررة في الداخل، بل إن المراهنة الدولية على المسار السياسي لن تستمر إلى الأبد، طالما لم تغيّر الميليشيا عقليتها وتتخلى عن أوهامها.
ومن ناحيتها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان ” عاصفة كورونا تشتد” لا يزال وباء كورونا يعصف بشدة في مختلف أرجاء العالم، ويوقع المزيد من الضحايا والإصابات، رغم الجهود الحثيثة التي تبذل لاحتوائه، لكن من الملاحظ أن الدول الفقيرة تعاني أكثر من غيرها جراء سياسات الاحتكار التي تمارسها بعض الدول الكبرى، والشركات المنتجة التي ترفض التخلي عن حقوق الملكية لتمكين الدول الفقيرة من إنتاج اللقاح من دون كلفة باهظة، وتمكين ملايين الفقراء من الحصول على اللقاح.
ولفتت الصحيفة إلى ان آخر الإحصاءات تشير إلى استفحال الوباء في العديد من الدول، خصوصاً في الهند وسريلانكا وماليزيا. ففي الهند وحدها بلغ عدد الوفَيات نحو 260 ألفاً، فيما تجاوز عدد المصابين ال24 مليون إصابة..
والأخطر أن السلالة الهندية من “كورونا” بدأت تنتشر في العديد من الدول، من بينها روسيا وبريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى ان بعض الدول بدأت تتخذ خطوات للتخفيف من الإجراءات الاحترازية، فيما أخذت دول أخرى تشدد الإجراءات من خلال حظر السفر ومنع التجمعات العامة والحفلات، وتقييد وسائل النقل، ما يعني أن الوباء لا يزال عصياً على الحصار، وبإمكانه الانتشار، وتغيير شكله، بما يجعل القضاء عليه أصعب مما كان يُعتقد من قبل.
واكدت ” الخليج ” أن كل ذلك يستدعي أيضاً تغييراً في الاستراتيجيات الدولية المعتمدة لمواجهته، ويجب أن تكون البداية من الإقرار بأن من حق الفقراء الحصول على اللقاح بالتساوي مع الأغنياء، إذ من الخطأ الاعتقاد بأن تحصين الأغنياء يكفي، فهذا الوباء صار معولماً، وقادراً على الانتشار، متجاوزاً كل الحدود والأعراق والألوان، وبما أن العالم بات قرية صغيرة فلا بد من سياسة تتعامل على أساس أن الوباء يهدد الجميع.