نقرأ من صحيفة البيان مقالة تحت عنوان “العرب و إيران .. حيث نقرأ كان بإمكان إيران خلال العقود الماضية، أن تنتهج سياسة حكيمة، تؤدي إلى تمتين علاقاتها مع المنطقة العربية، التي تجاورها، إذ هناك تاريخ مشترك، وجغرافيا، وعلاقات قائمة.
بدلاً من ذلك اختارت إيران أن تكون سبباً في التوترات والحروب، جراء تدخلها في دول المنطقة، وإثارتها للصراعات، وتبنيها لأجندة التمدد في المنطقة، بوسائل كثيرة، من بينها وسائل عسكرية وسياسية ومذهبية، وهكذا تحولت إيران إلى حالة سلبية في الإقليم، بدلاً من مراعاتها للجيرة والتاريخ والجغرافيا.
إننا أمام سلسلة طويلة، من المواجهات والصراعات والتدخلات في شؤون المنطقة، على مدى عقود، ولن يكون آخرها الإعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية، بما يعنيه ذلك، من مواصلة إشهار العداوة لكل المنطقة، وليس إزاء دولة محددة.
لقد نادى العقلاء دوماً إلى ضرورة أن تقوم إيران بمراجعة أجندتها الخارجية، وأن تسعى لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة، إلا أنها أبت التراجع عن خطتها بتصدير الثورة، والتمدد السياسي والعسكري والمذهبي في دول المنطقة، في سياقات خلخلتها وزيادة الضغوط عليها، وتخليق الطوائف السياسية التابعة لها، على حساب مواطنتها.
لقد آن الأوان أن يقف العرب جميعاً، موقفاً واحداً إزاء مايمكن تسميته الخطر الإيراني، خصوصاً، أن طهران لاتتراجع عن نهجها، ولاتقف لحظة واحدة من أجل مراجعة كل سياساتها، وهي سياسات تدفع المنطقة باتجاه مواجهات مكلفة، بدلاً من أن تعيش هذه المنطقة بأمن وسلام واستقرار، بحيث ينعم الإقليم وأهله بحياة آمنة، دون مواجهات.