المتأمل لحال العالم العربي يكتشف بكل بساطة أننا أمام سبع أزمات مشتعلة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا وتونس، وهي أزمات تتراوح بين السياسي، والسياسي – الأمني، وترتد اقتصادياً واجتماعياً.
سبع أزمات مكلفة جداً، تهدد الأمن القومي العربي، وتتنوع عناوينها، ما بين احتلال وفوضى وصراعات دينية ومذهبية، وارتهان لقوى إقليمية ودولية، والخلاصة واحدة، أي ضياع الأولويات في العالم العربي، والكلفة الكبيرة التي يدفعها الإنسان العربي من حياته واقتصاده ودمه، وتبدد كل خطط الازدهار والتنمية.
هي أيضاً أزمات مرتدة لا تقف عند حدود الشعوب والدول التي تواجهها، وعلى الأغلب تؤثر أزمة في هذه الدول، على أربع دول مجاورة، من ناحية سياسية وأمنية واقتصادية، ومعنى الكلام أن العالم العربي يواجه أزمة قومية مفتوحة بحاجة إلى حلول جذرية وإلى وصفة كبرى للحل، بدلاً من متابعة المشهد، دون إدراك للكلفة على مستويات الواقع والمستقبل، والأجيال التي تولد من رحم هذه الأزمات.
العالم العربي بحاجة اليوم إلى خبراء من أجل تحليل هذا المشهد، على كل المستويات، وأن يضعوا خطة لتجاوز هذا الواقع، بالتعاون مع أصحاب القرار، فلا يعقل أن يتم ترك هذه الأزمات لتحرق هذه الدول وترتد أيضاً على شعوب ودول أخرى، بما يؤدي إلى تحويل العالم العربي كله، إلى مجرد مقر للأزمات المستقرة والعابرة على حد سواء، دون أن ندرك أن زلزلة البنيان تدريجياً ستؤدي إلى خراب أعم.
المصدر: وكالات