أكدت صحيفتا “البلاد” و”الرياض” السعوديتان، حاجة شعوب العالم على اختلاف أديانها وثقافاتها إلى تعميق قيم الحوار الحضاري ومبادئ التعايش السلمي، والتصدي للإرهاب بكل أشكاله، ونبذ خطاب الكراهية وما يقترن به من إساءات للآخر، كالتي تطل بين فترة وأخرى من متطرفين قوميين في العديد من الدول الغربية، وتحديدا موجات تطاول متكررة تحاول إشعال حالة “الإسلاموفوبيا” في تجاوز صارخ لقيم الحوار والتعايش السلمي.
وكتبت صحيفة “البلاد” – في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، بعنوان (صوت الحكمة) – ” إن رابطة العالم الإسلامي أدانت مجدداً أساليب الإساءة لأتباع الأديان ومن ذلك الرموز الدينية لأي دين، وهو ما ينهى عنه الدين الإسلامي الحنيف، وإن المبدأ الحقوقي لحرية التعبير لا بد أن يؤطر بالقيم الإنسانية التي تقوم على احترام مشاعر الآخرين”.
وأشارت إلى قيمة وأهمية صوت العقل والحكمة والثقة، كما أكد بيان الرابطة، أن وعي شعوب الأمة الإسلامية يجعلها أكثر حكمة في التعامل مع أية محاولة للتطاول والإساءة، خاصة وأن المتطرفين يستهدفون استفزازها لتحقيق مكاسب خاصة، ومن ذلك إضفاء القيمة والأهمية والعالمية لإساءاتهم الباطلة، بينما الإسلام أكبر وأقوى.
وتحت عنوان (مملكة التسامح) قالت صحيفة “الرياض”، إن الإرهاب سلوك لا أخلاقي، حقيقة لا يختلف عليها أحد، ومن هنا فإن الإدانة الأخلاقية لأي عمل إرهابي هي واجب يفرضه الضمير وقبله الديانات السماوية المختلفة.
وأوضحت أن المملكة حين تدعم أي فعل ذي مسلك إنساني وأخلاقي فهي إنما تصدر عن قناعة راسخة بأن عمارة الكون تكون بالخير ومدّ يد العون لكل جهد من شأنه إشاعة التعاطف والتواد والمحبة والسلام في كل أصقاع الكون.
وشددت على أهمية أن تتعاضد الجهود الدولية لتعزيز التسامح كقيمة حقيقية، على المستوى الوجداني والمعرفي، ونشر ثقافته عبر مؤسسات دولية تضعه كمُرشد فاعل وحقيقي للتسامح، كسلوك وتعامل يتم البدء فيه، من اجتثاث الأفكار المغلوطة عن المسلمين والعرب وموقفهم من التشدد والتطرف والإرهاب، فهذا الجهد من شأنه أن يُخفّف تأجيج الصراع ومشاعر الكراهية ذات الإرث الثقيل الذي تم تعميمه وتأطير العرب والمسلمين فيه بشكل غير عادل ولا منصف وليس أخلاقياً.
المصدر : أ ش أ