قبل يوم واحد من استئناف المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، بدأ وفد طهران في فيينا سلسلة تحركات واجتماعات، في وقت تنخفض التوقعات من وراء هذه المفاوضات بسبب وجود شروط غير واقعية.
وانعقدت 6 جولات من المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بين أبريل ويونيو الماضيين، من أجل إعادة العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكن هذه المفاوضات توقفت إثر انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي وهو من المتشددين..
ومن المقرر استئناف المفاوضات النووية الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا.
وقبل يوم من الموعد المقرر أن عقد فريق التفاوض الإيراني بقيادة علي باقري كني عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية في فيينا.
وقال الدبلوماسي الإيراني محمد رضا غايبي لوكالة الطلبة شبه الرسمية إن” الفريق الإيراني وصل السبت إلى فيينا وبدأ اجتماعات استمرت الأحد على مستوى الخبراء مع رؤساء فريقي التفاوض الروسي والصيني وكذلك منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا”.
ورغم أن مفاوضات فيينا بين القوى الكبرى وإيران تعتبر “المحاولة الأخيرة” لإنقاذ الاتفاق النووي، إلا أنه لا أحد يتوقع حدوث اختراق في هذه المفاوضات.
ويرد كثيرون ذلك إلى أن أنشطة إيران النووية المتزايدة، التي يبدو أنها محاولة لكسب أوراق في مواجهة الغرب.
ويقول دبلوماسيون إن الوقت بدأ ينفد أمام مساعي إحياء الاتفاق
و جدير بالذكر أن الوفد الإيراني شرع في اجتماعات على مستوى الخبراء في فيينا قبيل استئناف المفاوضات.
وحدد فريق التفاوض الإيراني الجديد مطالب يرى دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون أنها غير واقعية، ويصر الإيرانيون على إسقاط جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ2017 بما فيها العقوبات التي لا ترتبط ببرنامجها النووي.
وبالتوازي، تزايدت الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب البرنامج النووي، فإيران واصلت برنامج التخصيب، بينما تقول الوكالة إن مفتشيها عوملوا معاملة خشنة ومُنعوا من إعادة تركيب كاميرات المراقبة في موقع تعتبره الوكالة ضروري من أجل الاتفاق مع القوى العالمية.
وقال دبلوماسي غربي مشارك في المحادثات: “يبذلون ما يكفي من الناحية التقنية حتى يمكنهم تغيير علاقتهم الأساسية مع الغرب لكي يصبحوا قادرين على إجراء حوار قائم بدرجة أكبر على المساواة في المستقبل”.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إن طهران تحاول ببساطة كسب الوقت لزيادة ما لديها من مواد وخبرات نووية.
ويقول الدبلوماسيون الغربيون إنهم سيُقبلون على محادثات مفترضين أنهم يستأنفون المحادثات من حيث توقفت في يونيو.
وحذروا من أنه إذا استمرت إيران في مغالاتها وأخفقت في إعادة التعاون مع وكالة الطاقة الدولية فسيتعين عليهم إجراء مراجعة سريعة لخياراتهم.
وكرر كبير المفاوضين الإيرانيين ووزير الخارجية قبيل المفاوضات أن رفع العقوبات الكاملة هو الأمر الوحيد المطروح على المائدة في فيينا.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: “إذا كان هذا هو الموقف الذي تستمر إيران في التشبث به يوم الاثنين فلا أرى حلا عن طريق التفاوض”.
وقال عدد من الدبلوماسيين إن إيران لا يفصلها الآن سوى ما بين 4-7 أسابيع عن الوقت الذي تحتاجه لتخزين مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية واحدة رغم أنهم أكدوا أنه لا يزال أمامها عامين قبل أن تتمكن من تحويلها إلى سلاح قابل للاستخدام.
وإذا انهارت المحادثات فالأرجح أن تحدث مواجهة في البداية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وإيران من جانب آخر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل وذلك بالدعوة لعقد اجتماع طارئ.
غير أنهم سيرغبون أيضا، وهم يسعون في البداية لبحث خيارات دبلوماسية بديلة، في محاولة الحفاظ على دعم روسيا التي تملك نفوذا سياسيا لدى إيران وكذلك الصين التي توفر لطهران دعما اقتصاديا من خلال مشتريات النفط.
ويقول الدبلوماسيون إن أحد التصورات التي طرحتها واشنطن هو التفاوض على اتفاق مؤقت مفتوح مع طهران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
ومع ذلك يقول الدبلوماسيون إن ذلك سيستغرق وقتا وليس من المؤكد أن إيران ترغب في ذلك.
وقال هنري روم المحلل لدى أوراسيا: “إيران قد تقدر أن تقدمها النووي غير المقيد وإنتاج أجهزة الطرد المركزي دون رقابة سيزيد الضغط على الغرب لتقديم تنازلات في المحادثات بسرعة”.
وأضاف: “غير أن ذلك قد يكون له على الأرجح أثرا عكسيا يوحي بأن الفريق الإيراني الجديد ليس مهتما بتسوية المسألة النووية ويعجل بسياسة أكثر تشددا العام المقبل”.
المصدر : وكالات انباء