وصف بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس “حادثة إحراق المصحف” في السويد بالتصرّف المرفوض والمدان، معربا عن غضبه واشمئزازه من هذه التصرفات، ومؤكدا أن الحرية لا تعني الإساءة للآخر.
وأكد البابا فرنسيس أنه لا ينبغي استغلال حرية التعبير كذريعة للإساءة للآخرين، معرباً عن غضبه الشديد من مثل هذه التصرفات، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية هى تحويل الحس الديني إلى تعاون وأخوة وأعمال ملموسة للخير.
وقال “إنّنا بحاجة اليوم إلى بناة سلام، لا إلى صنّاع أسلحة بحاجة إلى بناة سلام، لا إلى محرّضين على الصراعات بحاجة إلى الدعاةِ، إلى المصالحة، لا إلى المهدّدين بالدمار، إما أن نبني المستقبل معاً، وإما أنه لن يكون هناك مستقبل، معتبرا أن مستقبل التعاون بين الأديان يقوم على أساس مبدأ المعاملة بالمثل واحترام الآخر والحقيقة.
وأعرب قداسة البابا فرنسيس عن تقديره العميق لدولة الإمارات، ودورها في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بالمنطقة والعالم، معتبراً أن عظمة أي بلد في العالم لا تقاس بالثروة فحسب، بل بدورها الملموس في نشر قيم السلام والأخوة والتعايش والدفاع عنها، مقدرا التزام دولة الإمارات ورئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الدائم ببناء المستقبل وتشكيل هوية مفتوحة، قادرة على التغلب على إغراء الانغلاق على الذات والتصلب، وفي دعم الجهود الدولية من أجل السلام والتسامح، لأن الاستثمار في الثقافة يعزّز انحسارَ الحقد، ويسهم في نموَّ الحضارة والازدهار.
وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) الذي عقد في مصر، و المقبل (COP28) المقرر عقده في الإمارات العربية المتحدة هي مناسبات أساسية لإسماع صوت النداء العاجل ولتقديم إجابات عن الأزمة البيئية وعلى صرخة الأرض وصرخة الفقراء الذين لم يعودوا يستطيعون الانتظار.
وأوضح أن للإمارات سلطة أدبية وتقديرا عالميا يمنحانها الحق للتحدث مع العالم بشأن قضايا مهمة ومصيرية لمستقبل الأجيال مثل التغير المناخي، منوها بأن الطريق الوحيد الفعال لمواجهة هذه الأزمة هو إيجاد حلول واقعية للمشاكل الحقيقية للأزمة الإيكولوجية، قائلا “يجب أن نحول التصريحات إلى إجراءات قبل فوات الأوان”.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)