بعد اشهر من العراقيل، تمكنت مجموعة فيات الايطالية الاربعاء من التوصل الى اتفاق يسمح لها بالاستحواذ على كامل المجموعة الاميركية كرايسلر مما يسمح بولادة شركة عملاقة لانتاج السيارات.
وقال سيرجيو ماركيوني المدير المنتدب من فيات ورئيس كرايسلر ان هذا الاتفاق الذي سيدرج في كتب التاريخ، سيسمح بانشاء شركة شاملة لانتاج السيارات بخبرات ووجهات نظر ومؤهلات فريدة في العالم ووصف المجموعة الجديدة بانها متينة ومنفتحة.
ولم تكن فيات تملك سوى 58,5 بالمئة من كرايسلر. اما الحصة الباقية فكانت تعود الى صندوق التقاعد فيبا التابع لنقابة العاملين في قطاع السيارات الاميركي (يونايتد اوتوموبيل ووركرز).
وبموجب هذا الاتفاق الذي تم بعد نزاع استمر اشهرا حول الاسعار بين الجانبين، وافق صندوق التقاعد على الحصول على 3,65 مليار دولار، كما قالت فيات في بيان.
وستدفع فيات 1,75 مليار دولار (1,27 مليار يورو) بينما سيقدم ما بقي من المبلغ بشكل ارباح استثنائية لكرايسلر الى مساهميها. وستدفع فيات حصتها لصندوق التقاعد.
وينص الاتفاق ايضا على ان تقدم مجموعة كرايسلر الى صندوق التقاعد (مساهمات لاحقة ) تبلغ قيمتها الاجمالية 700 مليون دولار، تدفع على اربع دفعات سنوية، اولها يوم انجاز عملية الاستحواذ ولم تقرر فيات اي زيادة في رأس المال لتمويل العملية.
وقال رئيس مجموعة فيات جون الكان (انتظر هذه اللحظة منذ اليوم الاول، منذ ان اخترنا في 2009 المساهمة في اعادة بناء كرايسلر).
وكانت المجموعة الايطالية التي اضعفتها الازمة في اوروبا، ترغب منذ فترة طويلة في عملية اندماج كاملة مع شريكتها لكنها دخلت في نزاع مع صندوق التقاعد (فيبا) الذي طلب حوالى خمسة مليارات دولار.
وقالت فيات ان اتفاق الاربعاء سيترجم (بسحب الدعوى القضائية الجارية في محكمة في ديلاور)، وكان يفترض ان تبت في النزاع بين فيات والصندوق.
وستتوقف اجراءات ادراج كرايسلر في البورصة على ما يبدو، اذ ان فيات تمكنت وكما يريد ماركيوني، من الحصول على الاسهم من المساهمين الذي يشكلون اقلية مباشرة.
وكانت المجموعة الايطالية حصلت على عشرين بالمئة من رأسمال كرايسلر والادارة العملية للمجموعة في 2009 بينما كانت ثالث مجموعة اميركية لصناعة السيارات تتعافى من الافلاس. وبعد سنتين زادت حصتها لتصل الى خمسين بالمئة بفضل شراء حصة الحكومة الاميركية.
وتواجه المجموعة الايطالية اليوم سوقا اوروبية في حالة تدهور وانقذت بفضل كرايسلر. فالمجموعة الاميركية شهدت في 2012 (سنة استثنائية) حققت فيها ارباحا اكبر بعشر مرات لتبلغ 1,7 مليار دولار. وبدونها كانت فيات ستسجل خسارة صافية قدرها 1,041 مليار يورو في 2012.
ولقي الاتفاق الجديد ترحيب النقابات في فيات التي تضم 197 الف موظف في العالم بينهم 80 الفا في ايطاليا، مما يجعلها اول شركة خاصة في التوظيف في البلاد.
وقال رئيس الاتحاد الايطالي للعمال فرديناندو اوليانو ان الاتفاق (سيؤمن الموارد المالية اللازمة لاعادة تشغيل كل مصانع المجموعة).
ورأى المسؤول في الاتحاد الايطالي لعمال الحديد روكو بالومبيلا ان (التطلع الى خارج ايطاليا كان الخيار الصحيح).
كما عبر رئيس بلدية تورينو بييرو فاسينو عن ارتياحه للاتفاق، معتبرا انه (يعزز الدور العالمي الفاعل) للمجموعة.