نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا تحليليا تتناول فيه حرص روسيا على إحكام سيطرتها على مدينة باخموت الأوكرانية مهما كلف الثمن.
يذكر كيف أن روسيا أعلنت بعد 10 أشهر من القتال عن “تحرير” باخموت، وهي بلدة لها أهمية استراتيجية قليلة. وتقدر الولايات المتحدة عدد الجنود الروس والمرتزقة الذي قتلوا في معركة هذه البلدة وحدها بنحو 100 ألف.
وتتساءل الصحيفة لماذا تهتم روسيا بهذه البلدة وتنتشي بالسيطرة عليها وهي في الواقع لا يزيد عدد سكانها عن عدد سكان بارنزلي، وتقع على بعد 22 كيلومتر من أقاليم تسيطر عليها موسكو منذ 2015.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم مما يدعيه أحباء موسكو فإن البلدة ليست لها أهمية في المواصلات ونقل العتاد، خاصة بعد تدمير البنى التحتية فيها.
ولا تزال أوكرانيا تسيطر على أقاليم واسعة غربا، وهو ما يجعل أن نشاط تعتزم القيام به في المدينة على مرمى نيران القوات الأوكرانية.
وترى الصحيفة أيضا أن فقدان باخموت لا يشكل ضربة موجعة للقوات الأوكرانية كما يعتقد البعض، لا ماديا ولا معنويا. فالهدف هو استنزاف القوات الروسية قدر المستطاع ثم الانسحاب، وهذا ما يفهمه الأوكرانيون الآن تماما.
والسبب في حرص بريجوجين وبوتين على باخموت والسيطرة عليها، حسب كيت، هو البحث عن أي نوع من الانتصار للحديث عنه.
فالأمر بالنسبة لبريجوجين يتعلق بالأعمال، ومستقبل مجموعة مرتزقة فاجنر التي يديرها، وقد تكبدت خسائر فادحة، ولابد لها من مصداقية تعيش عليها.
أما بالنسبة لموسكو فالأمر يتعلق، كما أفاد به معهد دراسات الحرب، بفتح الطريق من باخموت إلى سلوفيانسك، وكراماتورسك ودنيبرو، وهي مدن تحلم روسيا باحتلالها اليوم.
وترى الصحيفة أن سيطرة روسيا على باخموت، إذا تمت فعلا، فإنها ستكوت سيطرة على الأطلال. والانتصار ما هو إلا دمار تكبد فيه المنتصر الخسائر الجسيمة، وهو أشبه بالهزيمة.
المصدر: وكالات