قالت صحيفة الإندبندنت في مقالاً للكاتب الصحفي المختص في الشؤون العسكرية، باتريك كوبيرن، “الضربات الجوية كانت تعبيراً عن الرفض أكثر من كونها محاولة لتدمير آلة الأسد العسكرية”
يستهل كوبيرن مقاله بالمثل الشعبي الصيني “الضوضاء على السلم، لكن لا أحد يدخل من الباب” ويعد هذا المثل تعبيراً عن الضربات التي شنها التحالف الغربي أمس على سوريا والتي تلت تغريدات أفزعتنا من وقوع حرب تنهي العالم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بضربات على سوريا والمسؤولين الروس الذين تعهدوا بالرد.
ويوضح كوبيرن أن التغريدات كانت أكبر بكثير من حجم رد الفعل الروسي الذي بدا هادئاً وغير مندفع كما كانت التصريحات السابقة والتي هددت بالرد على مصادر النيران وقد يكون بينها قطع عسكرية أمريكية.
ويعتبر كوبيرن أن دونالد ترامب كان واقعاً تحت ضغط من الصقور والمسؤولين العسكريين في إدارته لذلك اتخذ أكثر الخيارات سلامة وانتقى أهداف بعيدة عن المواقع الروسية، مشيراً إلى أنه لا يوجد خيار جيد فالأسد قد حصل على كل شيء إلا الانتصار في الحرب الأهلية والخيار المتاح هو إضعافه عبر الضربات العسكرية طويلة الأمد وحتى لو تم ذلك فلن يصب إلا في مصلحة تنظيم داعش وتنظيم القاعدة.
ويقول كوبيرن “إن نزع سلاح الأسد الكيماوي لن يخل بميزان القوى العسكرية بينه وبين معارضيه فمخزونه من السلاح الكيماوي ليس سوى جزء صغير من ترسانته العسكرية”.
ويشير كوبيرن إلى أن الميزان العسكري في سوريا قد تغير بالفعل الأسبوع الماضي ولسبب لم يلحظه كثيرون بسبب الجلبة الإعلامية لاستخدام السلاح الكيماوي في دوما وهو الأمر الذي جذب تغطية وسائل الإعلام مشيراً إلى أن جيش الإسلام قد سلم الغوطة للحكومة السورية بالفعل في الثامن من الشهر الجاري وتم نقل المقاتلين وأسرهم إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا في الشمال.
ويعتبر كوبيرن أن هذا هو أكبر انتصار للأسد خلال الحرب وربما تفوق أهميته أهمية سيطرة الحكومة السورية على مدينة حلب خلال فترة نهاية عام 2016.
المصدر: وكالات