استغرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط العدد القليل من المعتقلين الذين افرج عنهم النظام السوري مقابل الافراج عن راهبات معلولا.
وأشار جنبلاط إلى وجود مئات آلاف المعتقلين في السجون والمعتقلات السورية، فضلا عن الذين تمت تصفيتهم دون معرفة حقيقة مصيرهم.
وشدد على أن مبدأ الخطف مناقض لكل المواثيق الدولية والأعراف .. منددا بحادث اختطاف فتى في مدينة زحلة مؤخرا، ثم الإفراج عنه بعد تدخلات ووساطات وتحركات شعبية وسياسية وأمنية.
ودعا الأجهزة الأمنية للاستنفار بالحدود القصوى لوضع حد لظاهرة الخطف المتمادية ولإلقاء القبض على الشبكات التي تتزايد أعدادها .. محذرا من أن الخطف يؤدي إلى إهتزاز صورة وهيبة الدولة ويوسع من الهوة بينها وبين المواطنين الذين يبحثون عن الطمأنينة والاستقرار.
وأكد جنبلاط أن العديد من التجارب قد أثبتت أن الدولة حين تحزم أمرها تستطيع أن تحقق الكثير من المنجزات السياسية والاقتصادية والأمنية.
ودعا جنبلاط في مجال آخر بمناسبة يوم المرأة العالمي إلى إقرار قانون حماية النساء من العنف الأسرى في لبنان بعد تفاقم جرائم القتل في عدد من الحالات بطريقة بربرية تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية والانطلاق في اتجاه تحقيق خطوات متلاحقة تساهم في تطوير المجتمع اللبناني وتغيير واقعه القائم حاليا.
في الوقت نفسه أفرج فجر اليوم عن 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية، بعد احتجازهن لاشهر على ايدي مجموعة مسلحة شمال دمشق، وذلك بفضل وساطة قطرية-لبنانية شملت اطلاق اكثر من 150 معتقلة في السجون السورية.
وبث ناشطون معارضون صباح الاثنين شريطا مصورا يظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن الى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الامن العام اللبناني، وسلم المقاتلين في المقابل سيدة وثلاثة اطفال كانوا محتجزين في سوريا.
ووصلت الراهبات بعد منتصف الليل الى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف، وبدا عليهن الارهاق واحداهن لم تستطع السير ما استدعى حملها لانزالها من السيارة.
ودخلت الراهبات وسط جمع من الصحافيين والرسميين والمدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم.
وصافحت الراهبات مستقبلينهن، وبدت الابتسامة على وجوههن، وارتدين اللباس الديني القاتم اللون، وعلقن صلبانا حول اعناقهن.
وقالت رئيسة الدير الام بيلاجيا سياف للصحافيين “نشكر الله تعالى الذي يسر الامور والسيد الرئيس بشار الاسد وتواصله مع امير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومساعدتهما لنا… نشكرهما فوق الحدود”.
وشكرت “الوسيط الكبير اللواء عباس ابراهيم” الذي قاد المفاوضات مع مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي الذي زار بيروت الاحد.
واكدت الراهبة ان ايا من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع ديسمبر الماضي وقالت “جميعنا، الاشخاص ال16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لاي مساس بنا او سوء”.
اضافت “المعاملة كانت جيدة، حسنة، حتى ان شخصا يدعى جورج حسواني (احد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية” التي احتجزن فيها في يبرود، ابرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية.
وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق، وهي بلدة غالبية سكانها من المسيحيين معروفة بآثارها ومقدساتها وخصوصا دير مار تقلا، ويتقن سكانها الارامية لغة المسيح ودخلها مقاتلون في سبتمبر قبل ان تستعيدها القوات النظامية الا انهم سيطروا عليها مجددا في ديسمبر.
وكان مصدر مقرب من ملف التفاوض افاد ان الراهبات كن محتجزات لدى مجموعة من جبهة النصرة يقودها شخص معروف باسم “أبو مالك الكويتي”.
وقالت سياف ان “الجبهة كانت معاملتها جيدة معنا كانت توفر لنا كل طلباتنا” واضافت ردا على سؤال عن سبب عدم وضعهن الصلبان اثناء الاحتجاز ان الخاطفين لم يطلبوا ذلك، بل ان الراهبات فضلن عدم وضعه لانه رأين ان وضعه لم يكن مناسبا نظرا لظروف الاحتجاز.
واكد ابراهيم ان ما جرى “عملية متكاملة” مشيرا الى وجود “موقوفات وسجينات تم اطلاق سراحهن”، وان “العدد اكثر من 150” وشدد على انه “لم يتم دفع اي بدل مادي”.
وكانت عملية الافراج تأخرت ساعات طويلة وقال ابراهيم ان “الخاطفين حاولوا في اللحظة الاخيرة التغيير وتحقيق مكتسبات اكبر لكننا قلنا لهم اننا ننفذ ما اتفقنا عليه، والا نوقف العملية”.
ووصلت الراهبات الى جرود بلدة عرسال المقابلة لمدينة يبرود التي تشن القوات السورية منذ اسابيع حملة لتطويقها، بدعم من حزب الله اللبناني.
وتسلم الامن العام اللبناني الراهبات في المنطقة الجردية ونقلهن الى الاراضي اللبنانية ومنها الى جديدة يابوس عبر نقطة المصنع الحدودية.
واظهر شريط بثه ناشطون على موقع “يوتيوب” عملية التبادل وبدت الراهبات يغادرن منزلا في منطقة غير محددة وقالت راهبة للمصور “هذا الشهر الرابع لا ناقة لنا ولا جمل… لا بأس لا شيء يضيع عند الله” وسمع احد المقاتلين يقول لها “اذكرونا بالخير”، في حين بدا مسلح آخر ملثم يحمل راهبة غير قادرة على المشي، قبل ان يضعها في سيارة رباعية الدفع، وهي تقول له “الله يقويك (يمنحك القوة)”.
وصعدت الراهبات في سيارات رباعية الدفع يقودها ملثمون، رفع احدهم علم جبهة النصرة. واظهرت اللقطات السيارات وهي تعبر منطقة جردية وسط ظلام دامس، قبل الوصول الى نقطة الالتقاء تحت المطر الغزير.
وسلم عناصر الامن العام المقاتلين سيدة وثلاثة اطفال، قبل ان يتسلموا الراهبات وسمع المقاتلون يهتفون “الله اكبر” بعد التسليم والتسلم.
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم اولا الافراج عن هذه المرأة واولادها وتسليمهم الى المقاتلين ك “عربون حسن نية”، مشيرا الى وجود “149 معتقلة اخرى في عهدة الامن العام اللبناني بعدما اطلق سراحهن من السجون السورية بموجب الصفقة”.
واشار الى ان بنود الصفقة تقضي بتسليم السجينات المفرج عنهن بعد الافراج عن الراهبات.
الى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية القوات النظامية السورية باستخدام الجوع ك”سلاح حرب” ولا سيما في حصارها لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير بعنوان “خنق الحياة في اليرموك: جرائم حرب ضد مدنيين محاصرين”، ان نحو 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعا وتفرض القوات النظامية منذ اشهر حصارا خانقا على المخيم.
المصدر: أ ف ب /أ ش أ