كشفت قمة جدة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون وعدد من القادة العرب، عن شكل جديد للعلاقات العربية الأمريكية التي كانت تعتمد على مصلحة الطرف الواحد، في حين باتت تتحدد على تبادل المصالح والاحترام المشترك.
وقالت صحيفة الاتحاد “ليس عيباً أن يكتشف الصديق الأمريكي خطأ رؤيته بالنسبة لمنطقتنا ويعترف أن علاقته بها ليست مؤقتة، إنما هي علاقة استراتيجية ومتبادلة”.
وأضافت الصحيفة إن “الإدارة الأمريكية تعرف تماماً أن خسارة حلفائها في منطقة الخليج ليس في صالحها، كما ليس من مصلحتها أن تهتز ثقة الساسة في دول المنطقة بها، وبالتالي عليها أن تصحح صورتها وتبرهن على حسن نواياها، بحيث تقوم بدور فاعل لإخماد نيران التناحر في كل من اليمن وسوريا وليبيا، وتبتعد عن اتخاذ مواقف في السر تتناقض مع ما يصدر عنها في العلن”.
وأوضحت الصحيفة “لا شك أن المتغيرات الأخيرة دولياً وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية كانت سبباً مباشراً في مراجعة الإدارة الأمريكية لاستراتيجيتها التي كانت تهدف إلى التخلي عن تحالفاتها في الشرق الأوسط والتوجه نحو مناطق أخرى في العالم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تعيش في هذه الفترة حالة لا توازن إلى درجة أنها تفقد البوصلة أحياناً فيما يتعلق بعلاقتها مع منطقة الخليج، أما على المستوى الداخلي فوضعها ليس أفضل حالاً، ذلك أن مخاوف الحزب الديموقراطي من الهزيمة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في نوفمبر المقبل، في ظل تزايد الضغوط بسبب ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، وشبح عودة ترامب لموقع الرئاسة.
وتابعت الصحيفة قائلة “بالعودة إلى قمة جدة للأمن والتنمية، فإن بايدن لم يحقق مبتغاه من حضورها لأن المعادلات السياسية في العلاقات الدولية تغيرت، وبات واضحاً أن زعماء المنطقة يجيدون إقامة علاقات ندية مع الدول الكبرى، علاقات قائمة على المصالح المشتركة”.
المصدر: وكالات