قالت صحيفة الاتحاد انه من المقرر للانتخابات الرئاسية الليبية أن تتم يوم الجمعة 24 ديسمبرالجاري، بعد 10 سنوات عجاف عمت خلالها الفوضى الأراضي الليبية ومزقت الصراعات الشعب الذي فُقد آلاف الأشخاص منه في حرب دموية قاتلة، لكن الرياح على ما يبدو لن تأتي بما تشتهي السَّفن”.
وأضافت الصحيفة “إن سارت الأمور نحو الأسوأ أكثر فستصبح كل الاستعدادات للانتخابات مجرد هباء وكأن شيئاً لم يكن، لتنغلق مجدداً مصاريع الآمال، كل هذا بسبب تمكُّن الميليشيات المسلحة التي تحاول تعطيل آخر الخطوات نحو الانتخابات وإيقاف كل الجهود الرامية إلى إيصال ليبيا إلى بر الأمان ثانيةً”.
وتابعت الصحيفة ان القشة التي قد تقصم ظهر البعير تماماً، هي الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي بمدينة سبها جنوب غربي ليبيا، والتي أجبرت عشرات المواطنين على الهرب من جحيم القتال الذي دار في المنطقة، وحسب مسؤولين ليبيين فإن من أشعل فتيل القتال هو تنظيم الإخوان المسلمين في سبيل إجهاض حلم الليبيين ببناء ليبيا الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع في ليبيا ضبابي في ظل عدم وجود رؤية سياسية واضحة ترافق المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، والغموض يسيطر حتى اليوم على مستقبلها، خصوصاً وأن عدة أحداث مرت ولها دلالات مهمة، فالقوائم النهائية للمرشحين لم تصدر، وتوقيت الانتخابات يبدو أنه لم يكن كافياً لإتمام ما تبقى من خطوات نحوها، إلى جانب اللغط الذي رافق مرحلة الطعون الانتخابية والمخالفات التي شابت قوانين الترشح، وكذلك الضغوط التي مورست على القضاء لإصدار أحكام لمصلحة بعض الأسماء أو ضدها، وتعرُّض المحاكم إلى الاعتداءات مع إغلاق لمراكز الاقتراع خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى آخر الأحداث المؤسفة، أي الاشتباكات المسلحة في سبها، كل ذلك ألقى ويلقي بظلالٍ سوداء على كامل الأراضي الليبية، ويثير تساؤلات حول قدرة الاستعدادات الأمنية على حماية الانتخابات والعملية السياسية برمتها، وهو ما دفع بعض البرلمانيين للمطالبة بتأجيل الانتخابات.
وأردفت الصحيفة إن “الأخطار المحدقة بليبيا كبيرة، والمتربصين لها بالشر كُثر، ولهذا تعتبر هذه الفترة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ ليبيا الحديث، وكذلك في حياة المواطن الليبي الذي لا بد وأنه يمنّي النفس بعيش مرحلة جديدة تصل في النهاية نحو وحدة الصف التي ستقود ليبيا إلى الاستقرار، وحتى وإن اصطدم هذا الهدف بأغراض فئة خبيثة تستفيد حتماً من تدهور الأوضاع الحالية لتستمر بنهب ثروات البلاد ومقدراتها، سواء كانت تلك الفئة من الداخل الليبي أو من الخارج، أومن الاثنين معاً”.
المصدر: وكالات