دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني حكومات الاتحاد الأوروبي إلى دعم عمل مشترك لحماية المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، إثر واحدة من أسوأ حوادث الغرق التي راح ضحيتها بضع مئات من المهاجرين في عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت موجيريني- في بيان أصدرته- “لقد قلنا مرارا ولن نكرر بعد ذلك، لقد حان الوقت للاتحاد الأوروبي لأن يتعامل مع مثل هذه المآسي بدون تأخير”.
وعبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن خشيتها من أن نحو 700 مهاجر قد ماتوا غرقا في مياه البحر المتوسط عندما انقلبت السفينة التي كانوا يستقلونها للوصول إلى أوروبا الى الجنوب من جزيرة لامبيدوسا الايطالية.
وقالت كارلوتا سامي الناطقة باسم المفوضية إنه لم ينقذ من ركاب السفينة التي لا يتجاوز طولها 20 مترا الا 28.
وأضافت سامي “يبدو أننا نتعامل مع أسوأ مذبحة يشهدها البحر المتوسط”.
وانتقدت موجيريني دول شمال الاتحاد الأوروبي التي تركت عبء عمليات الإنقاذ على دول الجنوب الأوروبي، مثل إيطاليا، وقالت “يجب علينا جميعا انقاذ أرواح انسانية… كما علينا جميعا حماية حماية حدودنا ومكافحة تهريب البشر”.
وأوضحت موجيريني أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيناقشون هذه القضية في الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه المفوضية في لوكسمبرغ، لكنها لم تحدد بدقة موعده.
وقد توالت ردود الافعال من الزعماء الأوروبيين والشخصيات الكبرى في أوروبا على كارثة غرق المهاجرين، إذ طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بعقد اجتماع لوزراء خارجية وداخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي لبحث أزمة المهاجرين المتفاقمة في البحر المتوسط.
ودعا أولاند إلى تعزيز عمليات المراقبة البحرية والجوية، وذلك عقب حادث الغرق الأخير الذي وصفه الرئيس الفرنسي بأنه “ربما يكون أسوأ كارثة في السنوات الأخيرة” في المتوسط.
وكان البابا فرنسيس قد ناشد الاتحاد الاوروبي عمل المزيد لمساعدة ايطاليا في مواجهة الأزمة التي يتسبب فيها تدفق اعداد كبيرة من المهاجرين.
وقال البابا يوم الأحد “هؤلاء رجال ونساء مثلنا، أخوة لنا يبحثون عن حياة افضل”، وحث الزعماء السياسيين على “العمل بحسم من أجل منع تكرار هذه المآسي”.
وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي من جانبه إن اوروبا تشهد “مذبحة ممنهجة في البحر المتوسط.”
وتساءل رينزي الذي كان يحضر اجتماعا سياسيا في مدينة مانتوا “كيف يمكن لنا ان نقف لا مبالين بينما نشهد شعوبا كاملة تموت وفي وقت تتيح لنا وسائل الاتصالات الحديثة أن نكون ملمين بكل شيء ؟”.
من جانبها، وصفت منظمة العفو الدولية الحادث الأخير بأنه “مأساة مروعة من صنع الانسان”.
وقالت المنظمة إن “الوفيات التي وقعت اخيرا في البحر تصدمنا ولكنها لا ينبغي ان تفاجئنا.”
ويأتي هذا الحادث الجديد بعد اسبوع شهد حادثين مماثلين راح ضحيتهما نحو 450 مهاجر.
ويقدر بأن نحو 1500 مهاجر ماتوا غرقا في مياه البحر اثناء محاولتهم الوصول من ليبيا الى ايطاليا منذ بداية العام الحالي.
يذكر ان معظم المهاجرين الذين يخاطرون بأرواحهم في سبيل الوصول الى القارة الأوروبية بمساعدة مهربي البشر يهربون من الحروب والاضطهاد في بلدان كارتيريا وافغانستان وسوريا، ويهربون من الفقر والجوع في دول افريقية وآسيوية جنوبية.
المصدر: BBC