قالت صحيفة الإندبندنت في مقال للرأي بعنوان: “روسيا خائفة مثلنا من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة”.
وتقول الصحيفة إنه يبدو أن الحرب في أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول، على الرغم من صعوبة تحديد اتجاه ذلك في الوقت الحالي.
وأضافت الصحيفة أنه في ما يبدو “تنفذ روسيا معظم هذا التحول مع ابتعادها عن العاصمة كييف وعودتها إلى التركيز على الشرق، بالإضافة إلى مغادرة القوات الروسية محطة تشيرنوبيل النووية والاتفاق على إجلاء المدنيين من ميناء ماريوبول المدمر”.
وقالت الصحيفة إنه كما ترى أوكرانيا والدول الغربية التي تدعمها ترجع أسباب ذلك إلى أن “روسيا أساءت بشكل فادح تقدير كفاءة القوات الأوكرانية التي تدربت إلى حد كبير في الغرب ورغبة الأوكرانيين في الكفاح من أجل الحفاظ على استقلالهم”.
وأشارت الصحيفة إلى الضغوط المفترضة التي يواجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الداخل وحاجته إلى مخرج.
واعتبرت الصحيفة أنه رغم أن طريق الحرب ليست واضحة في الكثير من الأحيان، ثمة “شيء غريب في كيفية متابعة، أو عدم متابعة، القوات العسكرية الروسية لما بدأ وكأنه غزوا تقليديا كاملا”.
وتساءلت الصحيفة : “إذا كانت نية بوتين السيطرة على كل أوكرانيا، لماذا لم تستخدم روسيا حتى الآن كل قوتها العسكرية لتحقيق ذلك؟”
وأضافت الصحيفة : “هل استطاعت أوكرانيا فعلا صد القوة الجوية لروسيا؟ ولماذا لم تحاول روسيا وقف الإمدادات العسكرية الغربية التي لا تزال تصل إلى أوكرانيا؟”
وتساءلت الصحيفة هل تعود هذه التطورات إلى ضعف في قدرات روسيا أم إلى شجاعة المقاتلين الأوكرانيين.
وتجيب الصحيفة إن “السبب وراء ذلك ربما يعود إلى شيء مختلف”.
وقالت الصحيفة “الشيء الآخر، برأيي، هو الخوف. الخوف نفسه من نشوب حرب عالمية ثالثة، الذي منع الناتو من دعم أوكرانيا بشكل مباشر”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ذلك، قام الناتو بتدريب وتجهيز القوات النظامية الأوكرانية، ويبدو أن كييف تتلقى أيضا قدرا كبيرا من المعلومات الاستخباراتية الغربية.
وأضافت الصحيفة “لذلك، هناك من يصفون الصراع، بأنه حرب بالوكالة بين الناتو وروسيا”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما اختلف المراقبون حول الدافع وراء تصرفات روسيا.
واعتبرت الصحيفة أن الغالبية ترى “روسيا، ولا سيما روسيا بوتين، قوة توسعية وعدوانية في جوهرها”، مشيرة إلى أنهم يعتقدون أن الغرب يجب أن يقف حازما ويستخدم القوة، لأن القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا.
لكن فريقا آخر، تقول الكاتبة إنها تنتمي إليه، يرى أن هذا الموقف من جانب الغرب قد يزيد الأمور سوءا.
وقالت الصحيفة “يبدو أن عدوان روسيا يعكس في الواقع الخوف: الخوف على أمنها في مواجهة غرب معادي وأكثر قوة”.
واعتبرت الصحيفة أن الخوف هو الذي يحرك روسيا اليوم، الخوف مما تعتبره “تفوقا عسكريا وتكنولوجيا للناتو، والخوف من التدخل المضلل، كما حصل في البوسنة والعراق وغيرها” والخوف من أن يصل نفوذ هذه القوى إلى الحدود الغربية لروسيا.
المصدر: وكالات