قالت صحيفة الإندبندنت في افتتاحيتها بعنوان “مع بدء المحادثات بين أوكرانيا وروسيا، لن يكون السلام سهلا”.
وقالت الصحيفة إن “الخطوط العريضة لاتفاقية محتملة بين روسيا وأوكرانيا كانت واضحة لبعض الوقت، وقبل وقت طويل من بدء العملية العسكرية الروسية “.
وأضافت الصحيفة “سيواجه المؤرخون المهمة الصعبة المتمثلة في إجراء تقييم دقيق لمعرفة لماذا ما يمكن تحقيقه في وقت السلم لم يتحقق إلا بعد الكثير من الدمار”.
وقالت الصحيفة “سيكون نفاد صبر فلاديمير بوتين عاملا مهما… فقد كانت هناك فرص غير محدودة للدبلوماسية بدلا من الحرب”.
وحول مخاوف بوتين من انضمام وشيك لأوكرانيا إلى الناتو، قالت الصحيفة إنه “لم يكن هناك الكثير من الاحتمالات العملية لانضمام أوكرانيا إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي كدولة كاملة العضوية. الجميع – في كييف وموسكو وبروكسل وواشنطن وفي أنحاء الناتو والاتحاد الأوروبي – يعرفون ذلك، حتى لو لم يتمكنوا من قول ذلك”.
وأضافت الصحيفة “قال زيلينسكي بشكل صريح لمواطنيه، بكلمات عديدة، أن ينسوا أمر الناتو في الوقت الحالي. وقال للأسف إن سياسة الباب المفتوح لحلف الناتو لم تطبق تجاه أوكرانيا، وهذا صحيح”.
وتابعت الافتتاحية “إذا فهذه منطقة كان فيها الجانبان الأوكراني والروسي دائما أقرب إلى بعضهما مما قد يهتم أي من الجانبين بالاعتراف به. الآن، بعد الحرب، تدرك أوكرانيا أنها ستعاقب من قبل روسيا حتى لو حلمت بأحلامها. وفقا للروس، يتم الآن اختبار صيغ لفظية مختلفة من شأنها أن توازن بين هذه الحقيقة الأساسية وكرامة كلا الجانبين”.
وقالت الصحيفة “لو كان الغرب قد منح أوكرانيا منذ فترة طويلة رغبتها في الانضمام إلى الحلف، قبل خسارة شبه جزيرة القرم وبعض الأقاليم الشرقية على مدى السنوات القليلة الماضية، لما كانت هذه الحرب قائمة الآن”.
وأضافت الصحيفة “ستكون أوكرانيا كاملة وحرة، وإن كانت مهددة، تماما كما لا تزال إستونيا وبولندا مستقلتين. لكن هذا الوقت مضى بالفعل، ولا يستطيع الناتو فعل الكثير من أجل أوكرانيا التي تحتلها روسيا فعليا”.
وقالت الصحيفة “لا يزال هناك الكثير مما يجب مناقشته، ولا يمكن للطرفين الاتفاق حتى على المدة التي قد تستغرقها المحادثات. سوف يرغب الروس في التوصل إلى اتفاق خلال أيام لأن عمليتهم العسكرية الخاصة فشلت فشلا ذريعا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “روسيا تحتاج أيضا إلى إنهاء الحرب الاقتصادية الغربية قبل أن تؤذي العقوبات عددا كبيرا جدا من الأوليغارشية وتؤدي إلى تشويش نسبة عالية جدا من السكان الروس”.
وأضافت “ربما يكون أكثر صعوبة بالنسبة لأوكرانيا هو التخلي عن حلم العضوية في الاتحاد الأوروبي… وبالنسبة للناتو، فإن الحقيقة غير المريحة هي أن أوكرانيا كانت دائما، مثل تركيا، بلد مرشح إشكالي للعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لأسباب وجيهة وسيئة”.
ورأت الصحيفة أن حقيقة الحياة السياسية لأوكرانيا ستكون الحياد على المدى القصير إلى المتوسط. إذا كان ذلك، بالإضافة إلى التقسيم الجزئي للدولة، كافيا لإرضاء روسيا، فقد يغتنم الكرملين الفرصة لإعلان النصر باستعراض نصر كبير يتبعه في الميدان الأحمر.”
وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك “لا تزال هناك مشكلتان مع أي اتفاق لا يعيد وحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها. أولا، لن يرغب الأوكرانيون، أو غالبيتهم، في رؤية بلدهم يتجه نحو روسيا اقتصاديا أو سياسيا أو ثقافيا، وستستمر الشكوك والكراهية المتجذرة حديثا. في الواقع، سيترك الغزو وجرائم الحرب التي ارتكبت، أوكرانيا معادية بشدة لروسيا لأجيال، مع شكوى دائمة بشأن قتل المدنيين والأراضي التي فقدت السيطرة عليها”.
المصدر: وكالات