نشر روبرت فيسك موضوعا في الإندبندنت اليوم الثلاثاء بعنوان “لماذا ينضم الأطباء للجيوش الأجنبية في الشرق الأوسط؟”
يقول فيسك إن هناك ظاهرة جديدة في الشرق الأوسط لم تكن موجودة سابقا في الصراعات الأهلية سواء في أفريقيا أو أسيا وهي ان الأطباء ينضمون إلى الأطراف المتحاربة بدلا من البقاء على الحياد وممارسة عملهم من منطلق إنساني.
ويوضح فيسك أن الاطباء والعاملين في مجال الرعاية الإنسانية والطبية مع الجمعيات العالمية كان من المعتاد ان يتعاملوا مع الأطراف المتحاربة ويتفاوضوا مع المقاتلين على نقاط التفتيش وحتى يقدموا لهم رشى من الطعام وغيره ليسمحوا لهم بالمرور بشحنات غذائية أو طبية للأماكن القابعة رهن الحصار.
ويضيف فيسك أن ما يحدث في الشرق الأوسط أمر جديد لايشبه ما كان يجري قبل ذلك فقد أصبح الاطباء طرفا من أطراف الصراع ناقلا عن جوناثان ويتول من منظمة اطباء بلا حدود أن بعض الاطباء أثناء حصار الموصل شمال العراق كانوا يقدمون لقوات الأمن العراقية والمقاتلين المتحالفين معها أسماء المرضى الذين يتلقون العلاج لديهم ومعلومات عنهم وكانوا يسمحون للجنود أحيانا بالتحقيق معهم داخل المشافي.
ويواصل فيسك النقل عن ويتول مشيرا إلى أن بعض المرضى والمصابين كانوا يتلقون العلاج من الاطباء التابعين لقوات التحالف الدولي في سوريا والعراق على انهم معتقلين لامرضى وهو الامر الذي قوض ثقة المواطنين في الأطباء ويؤثر سلبا على أنشطة منظمة اطباء بلا حدود والمنظمات الطبية الأخرى العاملة في ساحات الصراع.
ويشير فيسك إلى عدة منظمات تعلن تعاونها مع قوات التحالف الدولي مثل “أكاديمية الصحة والطواريء الدولية” وهي منظمة طبية في سلوفاكيا تصف نفسها بانها منظمة طبية إغاثية دولية وتعمل في العراق ولها عدة مستشفيات ونشطاء شاركوا في علاج المصابين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويوضح فيسك أن المنظمة وغيرها كثير لا يوضح بشكل محدد طبيعة التعاون مع القوات الدولية وهي طرف في المعارك وينقل عن ويتول قوله إنه شعر بالخوف والخطر عندما سمع أن المستشفى الميداني التابع لأطباء بلا حدود في الموصل يوصف بأنه “المستشفى الأمريكي” من قبل المرضى والمواطنين مشيرا إلى خطورة ربط أي نشاط إغاثي وطبي دولي بالولايات المتحدة الامريكية وهو الأمر الذي شارك فيه بشكل خطير الظاهرة الأخيرة التي يقدم عليها الاطباء في المنطقة.
المصدر: وكالات