قالت صحيفة الإندبندنت في مقال بعنوان: “أفغانستان: داخل قرار جو بايدن بإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا”.
وتبدأ الصحيفة مقالها بتفاصيل عن مأدبة عشاء خاصة أقامها جو بايدن بعد أسابيع قليلة من أدائه اليمين كنائب رئيس لباراك أوباما عام 2009، في موقع مقر إقامته الرسمي في واشنطن العاصمة وكان الموضوع المطروح للنقاش هو أفغانستان.
وتشير الصحيفة إلى أنه كان هناك وضوح تام في ما يتعلق بالقضية: لم تكن أفغانستان مكانا يعتقد بايدن أنه يجب أن يفقد المزيد من الأمريكيين حياتهم فيه.
وقال بارنيت روبين، مدير مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، وأحد الخبراء في شؤون أفغانستان الذي كان حاضرا في ذلك المساء، للإندبندنت أن بايدن قال حينها: “لا تقل لي أننا هناك لإصلاح المجتمع كله وإلى ما هنالك. لن نستخدم شبابنا من أجل ذلك”.
وبحلول تلك المرحلة، كان لدى الولايات المتحدة 67 ألف جندي في أفغانستان بحسب الصحيفة، لكن مهمة أمريكا الأساسية وهي القبض على بن لادن أو قتله بدت وكأنها قضية خاسرة.
وعلى الرغم من أن أمريكا كانت فقدت حوالي 600 رجل في تلك الحرب، إلا أن باراك أوباما، الذي كان قد أدى لتوه اليمين رئيسا، كان تحت ضغط شديد من قادته العسكريين لإرسال المزيد من الجنود للانضمام إلى المعركة، بحسب مراسل الإندبندنت.
ويقول بونكومبي إنه بعد اثني عشر عاما، وجد بايدن نفسه رئيسا وليس نائبا لشخص ما. وأنه منذ أن أقام ذلك العشاء في المقر الرسمي حتى اليوم، تغير الكثير. وارتفع عدد الضحايا الأمريكيين إلى 2372 على الأقل. كما أن ثمن الحرب التي استمرت 20 عاما بلغ ما يقرب من 2 تريليون دولار.
وتشير الصحيفة إلى أن طالبان والقوى المتطرفة عادت إلى الظهور الآن بعد أن قامت الولايات المتحدة في عام 2011 بتحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.
إلا أن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، اعتبر أن “الاستيلاء العسكري التلقائي لطالبان (على البلاد) ليس نتيجة مفروغ منها”، في إشارة إلى 90 مليار دولار أنفقت على تدريب قوات الأمن الأفغانية بحسب مراسل الصحيفة.
واعتبر بونكومبي أن الفرق الرئيسي الآخر هو أن جو بايدن ورث صفقة انسحاب الجيش الأمريكي، من سلفه، دونالد ترامب الذي توصل وطالبان في فبراير 2020 إلى اتفاق خلال محادثات أجريت في قطر، لإنهاء الصراع وانسحاب أمريكا.
وتشير الصحيفة إلى أأن موقف بايدن بشأن أفغانستان كان واضحا خلال حملته الانتخابية للرئاسة حيث قال في سبتمبر 2020 إن “الأمريكيين ضاقوا ذرعاً بأطول حروبنا، وأنا كذلك”.
وفي أبريل من العام الحالي، أخبر بايدن الأمة أنه سيعيد القوات إلى الوطن على الرغم من ضغوط القادة العسكريين الكبار للإبقاء على الـ 2500 فرد المتبقين لمنح القوات الأفغانية مزيدا من الوقت لتحمل المسؤولية بشكل كامل.
إلا أن بايدن قال في خطاب من البيت الأبيض: “لم يكن القصد من الحرب في أفغانستان أن تكون مشروعا متعدد الأجيال. لقد تعرضنا للهجوم. ذهبنا إلى الحرب بأهداف واضحة. لقد حققنا تلك الأهداف”.
واعتبرت الصحيفة أن هناك عاملا آخر ساعد في تسهيل الأمر على بايدن، وهو أنه ونظرا لأن اهتمام ترامب الأساسي بالسياسة الخارجية، كان يتعلق بالهجرة وبناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فقد “تمكن الأمريكيون من الابتعاد عن ظل 11 سبتمبر والهوس القومي بمكافحة الإرهاب”.
وقال فالي نصر، أستاذ الشؤون الدولية ودراسات الشرق الأوسط في كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن للإندبندنت: “كان بايدن قادرا على تنفيذ ما كان في قلبه، لأن السياق قد تغير”.
المصدر: وكالات