التقى الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الخميس، في القصر الرئاسي بجاكرتا، مع أعضاء هيئة رعاية مبادئ الدستور المعروفة اختصارا باسم “اﻟﺑﺎﻧﺗﺷﺎﺳﻳﻼ”، وهي الجمعية المعنية بالحفاظ على المبادئ الخمسة لدستور إندونيسيا، وتضم في عضويتها رئيسة إندونيسيا السابقة “ميجاواتي سوكارنو”، وعددا من رموز إندونيسيا.
وأعرب الإمام الأكبر عن تقديره للدور المهم الذي تقوم به الهيئة، والذي يعد ضروريا لاستقرار المجتمع، مؤكدا دعم الأزهر لها، ولأي هيئة أو مؤسسة في العالم تعمل من أجل الكرامة الإنسانية والعيش المشترك، متمنيا أن تكون هناك هيئات مماثلة لها في كل العالم الإسلامي ، خاصة أن هناك سوء فهم شديد للأديان، بل حتى للقيم الإنسانية والأخلاقية المستقرة من الأزل، ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بمجالس حكماء تحافظ على الفهم الصحيح لهذه القيم ، وتضعها في المكان الصحيح، ولدينا في مصر تجربة “بيت العائلة المصرية”.
وأوضح أن المبادئ الخمسة للدستور الإندونيسي ، والمتمثلة في الإيمان والوحدة والعدالة الاجتماعية والإنسانية والشورى، تعد شديدة الوضوح والبساطة، لكنها تعرضت مؤخرا لتفسير خاطئ، ما أدى إلى حدوث اضطراب وجرائم إنسانية، كما اختطفت هذه المبادئ من جانب كثيرين ممن يسيئون لأمن الأوطان .
وشدد الإمام الأكبر، على أن الأزهر الشريف يرفض استخدام مصطلح الأقليات، ويفضل استخدام مصطلح “المواطنة”،لأن كلمة الأقليات قد تؤدي إلى التمييز والتشاحن، وقد بذل الأزهر الشريف في هذا السياق جهودا كبيرة، وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات، وعلى رأسها مؤتمر “الحرية والمواطنة”، وقد تمت ترجمة الوثيقة الصادرة عنه إلى عدة لغات، من بينها اللغة الإندونيسية .
وأشار إلى أن وضع المرأة في مصر تطور كثيرا، وأصبحت تشغل مختلف المناصب ، والرئيس المصري مهتم بالمرأة ودائما ما يؤكد دورها ويدعمها ، كما أن الأزهر بصدد عقد مؤتمر دولي حول المرأة وحقوقها، وسوف تصدر عنه وثيقة مهمة، موجها الدعوة لرئيسة المجلس الاستشاري للهيئة ميجاواتي سوكارنو للمشاركة في المؤتمر.
من جانبها، أعربت ميجاواتي سوكارنو، عن سعادتها بزيارة الإمام الأكبر لمقر الهيئة، التي أنشئت قبل نحو عام، بدعم من الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الذي يشعر بضرورة العمل على نشر المبادئ الخمسة للدستور والعمل على ترسيخها لدى الإندونيسيين، ونحن نتمنى أن يكون هناك تعاون مع الأزهر الشريف، والاستفادة من خبرته في نشر قيم التسامح والوسطية، لأن هذه القيم قديمة في إندونيسيا، مشيرة إلى أن “عبدالقاهر زكي” هو أحد من صاغوا هذه المبادئ الخمسة، وهو من خريجي الأزهر.
وأعربت ميجاواتي عن دعمها للمبادرة العالمية التي أطلقها الإمام الأكبر لرفض استخدام مصطلح الأقليات، واستخدام مصطلح المواطنة بدلا منه، مشيرة إلى أن الإسلام في إندونيسيا هو إسلام التسامح والسلام والمساواة والحرية، كما أعربت عن شكرها لمصر والأزهر على دعمهما للقضية الفلسطينية، التي لم تجد حلا حتى الآن.
حضر اللقاء من الوفد المرافق للشيخ أحمد الطيب محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، وعمرو معوض سفير مصر في إندونيسيا، ومحمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر ، وعبدالرحمن موسى مستشار شئون الوافدين بالأزهر .
المصدر : أ ش أ