تحتفل مصر، والأمة الإسلامية اليوم بذكرى (الإسراء والمعراج) الذي يعتبر حدثا ضخما من أحداث الدعوة الإسلامية، سبقته البعثة، وجاء بعد الهجرة، فمع قدوم شهر رجب في كل عام تحل ذكرى هذه الرحلة الربانية التي كرم الله تعالى بها نبيه الكريم حاملة في طياتها الكثير من الدروس، والعبر التي لا تقف عند حدود المسلمين الأوائل واتباع الرسول بل تتعدى الزمان والمكان حاملة نفس الرمزية والدلالة، فهي رحلة تنبأ بالأمل وقرب الفرج، والتخفيف من الأحزان، والصبر على إيذاء الناس، حيث يقاس الصبر فى الشدة، والعقل في النقاش، والبشر في المواقف.
والإسراء والمعراج حدثت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة منذ قال الرسول (ص) إنه مكلف برسالة دينية يبلغها إلى البشرية، وأنها تتمة وخاتمة لرسالات السماء السابقة. ضاقت الأرض برسول الله لما لاقاه من تكذيب ومقاومة من المشركين، بعد أن فقد عمه أبى طالب الذي كان يؤنسه ويؤازره، وفقد زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت له نعم الزوج، وظلت رعاية الله قائمة له، و كرمه الله تعالى بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء و المعراج فأي تكريم و مؤانسة أشد وأعظم من تكريم كهذا.
وكانت المعجزة العظيمة التي حدثت لرسول الله تكريما له، حيث أتى جبريل الأمين ليصحبه في رحلة الإسراء والمعراج، تلك الرحلة التي رأى فيها عجائب صنع الله وغرائب خلقه في ملكوته العظيم الذي لا يحده حد.
والإسراء هي تلك الرحلة الأرضية، والانتقال العجيب بالقياس إلى مألوف البشر، الذي تم بقدرة الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال، وهى الرحلة التي أرسل الله بها نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلا من بلده مكة (المسجد الحرام) إلى بيت المقدس في فلسطين.
والمعراج هو الرحلة السماوية والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، وفيها انتقل الرسول (ص) من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق وعاد بعد ذلك في ذات الليلة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)