أعلنت وزارة الدفاع التونسية مقتل جنديين وإصابة أربعة في مواجهات مع «إرهابيين» بجبل سمامة بولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر. فيما أكدت أن الوزير فرحات الحرشاني لم يُشِرْ لا من قريب أو من بعيد إلى ما يسيء للجزائر، في وقت اختطفت فصائل مسلحة عشرات التونسيين في مدينة صبراتة الليبية، للمطالبة بإطلاق سراح مسؤول محلي ليبي قالت إنه اعتقل في تونس قبل أيام.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع المقدم بلحسن الوسلاتي: «قتل جنديان وأصيب أربعة آخرون خلال تبادل لإطلاق النار مع إرهابيين في جبل سمامة»، وأوضح أن مسلحين أطلقوا النار على وحدة من الجيش كانت تقوم بعملية تمشيط في الجبل، بحثاً عن راعي أغنام خطفه «إرهابيون»، مساء الأحد، ثم جرى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، فقتل جنديان وأصيب أربعة.
من جهتها، أعلنت كتيبة عقبة ابن نافع عن إعدام أحد الرعاة، بعد أن اختطفه عناصرها الأحد الماضي بالمنطقة العسكرية المغلقة بجبل سمامة، واتهمته بالتجسس وبنقل أخبارها إلى الأمنيين.
وهذه المرّة الأولى التي يعلن فيها إرهابيون تونسيون تصفية مدنيين عزل يتهمونهم بنقل معلومات عن تحركاتهم إلى الأجهزة الأمنية الحكومية، ويرى مراقبون محليون أن هناك تحولاً خطراً في ممارسات الجماعات المسلحة التي بدأت تشعر بالتضييق عليها وفقدانها جزءاً مهماً من الحاضنة الشعبية التي كانت تعتمد عليها في توسيع تحركاتها بالمرتفعات الغربية.
إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع إساءة الوزير فرحات الحرشاني للجزائر، مشيرةً إلى أنه تطرق في تصريحاته خلال لقائه بمجموعة من الصحفيين إلى التهديدات القادمة إلى تونس من الجنوب بدرجة أولى، ثم إلى الخطر الذي تمثله المجموعات الإرهابية المتمركزة بالمرتفعات الغربية للبلاد والمتاخمة للحدود مع الجزائر، فيما قال الحرشاني إن علاقة تونس بالجزائر تاريخية، ولا يمكن لأحد الإساءة إليها أو تعكير الأخوة التاريخية بين شعبي البلدين.
وأضاف الحرشاني، بعد لقاء جمعه مع رؤساء الكتل النيابية بالبرلمان، أن أمن تونس من أمن الجزائر، مفيداً بوجود تنسيق يومي بين القيادات العسكرية، سواء على مستوى المركز أو الجهات الحدودية، مشدداً على أن العلاقات بين تونس والجزائر على خير ما يرام، ومؤكداً وجود تنسيق يومي بين القيادات العسكرية للبلدين على المستويين المركزي والجهوي، ومفنداً أي توتر في العلاقات بين تونس والجزائر، في رد على ما تم تداوله أخيراً في عدد من الصحف.
في الأثناء، قالت عائلات تونسية إن فصائل مسلحة اختطفت عشرات التونسيين في مدينة صبراتة الليبية، رداً على اعتقال أحد القياديين من «فجر ليبيا» في مطار قرطاج الدولي بتونس.
وتجمع أهالي عدد من المختطفين أمام مقر ولاية القصرين لمعرفة مصير أبنائهم في ليبيا. وقال الناشط مصطفى عبد الكبير، عضو المعهد العربي لحقوق الإنسان، إن العشرات تم إيقافهم بشكل عشوائي على أيدي مسلحين، مساء أول من أمس، في صبراتة، وهم الآن محتجزون في ثلاثة مراكز إيقاف بنواحي المدينة. وأضاف عبد الكبير أن طلبات المسلحين واضحة، وهي الإفراج عن المسؤول الليبي عميد بلدية صبراتة الذي تم إيقافه بتونس،
وكشفت ابنة أحد المخطوفين في ليبيا، ويدعى الصادق البناني: «تحدثنا مع المختطفين عبر الهاتف، وأبلغونا أنهم لن يطلقوا سراح والدي وباقي المحتجزين إلا متى أُطلق سراح المسؤول الليبي المعتقل في تونس، وأنا أناشد السلطات التدخل».
وتشكّل الحادثة أحدث أزمة في العلاقات بين البلدين، وتأتي بعد عملية احتجاز مماثلة لعمال تونسيين وديبلوماسيين في وقت سابق من العام الجاري، رداً على إيقاف القيادي في «فجر ليبيا» وليد القليب.
قرر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس العفو عن 409 سجناء، بمناسبة عيد الجلاء الذي تحتفل به البلاد
جاء ذلك أثناء استقبال قايد السبسي بقصر قرطاج، وزير العدل محمد صالح بن عيسى، بمرافقة المدعي العام للشؤون الجزائية.
المصدر: وكالات